الثلاثاء، ديسمبر 24

الارتباط القوي بالفايسبوك .. يزيد الحياة تعاسة .. !






عندما يملك الانسان حائط ازرق .. يفرج فيه عن مكبوتاته الفكرية و الابداعية .. يخلق منه عالم خاص به يسبح فيه بحريته المقموعة
 خارج اسواره .. ينسج فيه علاقات صداقة قد تتعدى حدود الافتراض الى الحقيقة .. يفتح فيه نقاشا عما يشغل باله و يتعلم منه احترام الاراء المخالفة و اساليب الحوار .. يشارك اصدقائه لحظات سعادته و تعاسته .. تفاؤله و تشاؤمه .. انهياره و قوته .. يسعى لتنوير العقول و خلق وعي جماعي بقضية ما يعمل عليها واقعا و يعزز عمله بمنشورات افتراضية ينقل فيها الواقع البئيس و الطرق التي ينهجها لتغييره .. فهذا شيء رائع حققه هذا العالم الافتراضي ...
لكن عندما يلخص كل ما يملك هذا الانسان في حائط .. يستيقظ و كل ما يشغل باله ماذا سيكتب اليوم .. و ماذا كتب الاخرون .. و من اعجب بصورته او كتاباته .. عندما تصبح حتى علاقاته الحقيقية في الواقع متاثرة بحائطه .. فيصبح شارذا منكبا على هاتفه بين اصدقائه او عائلته .. يعد الدقائق و الثواني كي ينفرد بحائطه وحيدا في غرفته .. يهمل دراسته و عمله و مستقبله من اجل تعاليق و ابتسامات افتراضية اغلبها مصطنعة .. يبحث في كل تحركاته عن اماكن متصلة بشبكة الانترنت باي ثمن .. فهنا يكمن خلل ما ..
لكن الاغرب .. ان يصبح كل حديث متداول بينه و بين محيطه يصب في دائرة حائطته ..  " شفتي فلان اش كتب اليوم .. شفتي فلان اش جاوبو .. شفتي هاداك شنو قالو عليه .. شفتي فلانة دارت الحجاب شنو كومونطاو لها .. شفتي فلانة حيدات الحجاب شنو كتبو لها .. اجي انت اش ديك الصورة درتي داك النهار .. و علاش و كيفاش و مع من .. شفتي الفايس كترو فيه المساليين ريوسهم هذاك كيظل يكتب لنا على ... و علاش درتي جيم لستاتو ديال فلان و هو كيقول كذا .. و بلا بلا بلا .. " ... ناهيك عن الصراعات التي تنشب بسبب امر تافه مسؤول عنه شخص مستقل بعقله و حريته و فكره غير المتصارعين " علاش فلان دار لك جيم هنا .. و علاش كومونطا لك البارح لهيه .. و علاش ولبارح غمزك فستاتو ديال فلان بن فلان ... " .. دون الحديث عن اصحاب الحسنات لي كل همهم التنقيب عن كل ما تخفيه واقعا كي يظروه باي ثمن كان .. فيجد البعض نفسه في صراع مع اقرب الناس اليه - عائلته على الخصوص - بسبب فكرة عبر عنها بحرية على حائطه . سياسية كانت او دينية و عاطفية او غيرها .. فتتحول حياته الى جحيم لا يطاق بسبب تطفل مهووس يقضي معظم اوقاته في تتبع كل ما يخط قلبه .. 
عندما يحولك حائطك من شخص عادي تقضي حياتك بين كليتك او عملك و بيتك .. و قهوة فراس الدرب و تجمع عائلي اسبوعي .. الى شخصية عامة .. يفصلها كل شخص على مقياسه .. و يمنح لنفسه حق انتقادها و لعب دور الوصاية عليها و التنبؤ لها بمستقبل يناسب بعد نظره و عمق عقله هو .. فان لم يصلح ما قال يتهمها بانها سلكت طريقا لا يليق بها و لن ينفعها .. فهذا يعني انك تعيش حالة فراغ عاطفي و وحدة عميقة و فشل في الوصول للشخصية المثالية التي تريد فتلجا للفايسبوك لتصنع ذاك الانسان الذي تحلم به .. !
ما عرفت علاش .. عندنا حياة وحدة .. يقضي اغلبنا جزء منها في تحقيق احلام الاخرين - والديه على سبيل المثال - .. و الاهتمام لما يقوله المجتمع و النظرة التي سيراه بها .. و جزء اخر منها في العيش وفق البروتوكول الذي اتفق عليه المحيط الذي يعيش فيه .. و ما يصطلح عليه بالتسلسل الطبيعي لحياة كل انسان - قرا .. خدم .. تزوج .. ولد .. موت - .. فيضيع اصلا جل عمره في ارضاء الاخرين .. ثم يضيف عالما من صنعه .. ليوسع دائرة المتحكمين في حياته .. و يضيع جزء اكبر هنا في تفسير قناعاته و سلوكه و تغيره و نضجه و احلامه و اهدافه ... !
الفايس مجال للتفريج عن النفس .. و التواصل بعد يوم شاق يقضيه الشخص السوي في التقدم خطوة نحو اهدافه .. ! .. و حين يتحول الى مساحة تتقل كاهل الانسان و تملاه حقدا و بغضا و تعاسة و ياثر سلبا على صحته النفسية اولا ثم الجسدية .. فالافضل ان يرمى الى مزبلة التاريخ دون عودة .. و ليتبعه المجتمع الى الجحيم !

#تاملات_ليلية

-- ف.م 

الأربعاء، ديسمبر 18

عش حرا سعيدا .. او مت سكيزوفرينيا تعيسا يتنفس عقد مجتمع !






هم لا يريدونك كما انت .. لا يحبون عمقك و روحك .. لا يعشقون تفاصيلك .. تحركاتك .. انت ..
يحبون قشورك و فقط .. و تلك التي تتناسب معهم .. و ان كنت سكيزوفرينيا و تعيش فترة صراع نفسي داخلي .. و ان كنت تبذل جهدا لتظهر على غير ما انت عليه .. على غير ما تؤمن به .. لا يهم .. كل ما يعنيهم ان يكون ظاهرك كما يرونه صحيحا .. 
انت حينها نسخة مصغرة عنهم .. مضاف اليها جزء منك يميزك قليلا .. لتكون بذلك ذاك الانسان الذي يتمنون ان يصبحوه .. انت مشروع حياتهم الفاشل على مستواهم الشخصي يحققونه في ذات قريبة منهم ينسجونها على اهوائهم .. و يرون ثمرات صنعهم فيها ...
ما ان تقرر ان تصبح انت .. ان يتصارح ظاهرك مع باطنك .. ان تستقر نفسيتك .. حتى يظنون انك تنتفض ضدهم .. و انك تهوي بنفسك الى حيث لا تدري .. ان عقلك معطل و يشعرون بالاسى و الحزن و تاخدهم الشفقة .. و يرمون التهم على ما هو خارجي عنك .. اصدقائك .. محيطك .. كتبك .. في يقين تام بان ما انت عليه غير نابع من باطنك .. انما ناجم عن تاثير ممنهج من العالم الخارجي المتامر عليك .. !
بالنسبة لهم ... لا تهم سعادتك .. بقدر ما يهم ما يظهر عليك .. بقدر ما يهم كلام الناس .. بقدر ما يهم المجتمع الذي تعيش داخله .. !
من يحبك فعلا .. يحبك كيفما كنت .. كيفما كانت افكارك .. اديولوجيتك .. الطريق التي تسلك .. و ان تعارضت مع ما يؤمنون به .. حريتك توضع حينها فوق كل اعتبار .. لانهم يحبون الانسان داخلك .. و فقط !
تصبحون على اصدقاء .. بكل ما تحمل الكلمة من معنى .. و ليذهب المجتمع الى الجحيم .. تذكرة ذهاب دون اياب !

-- ف.م

الأربعاء، نوفمبر 27

موت الرجل الوحيد على الارض - نوال السعداوي





قدر الألم الذي ينبعث من وصف الواقع المر في أنفسنا عميق حد التعب ..
حجم الدموع التي تذرف عند ملامسة حيثيات حقيقة مؤلمة يكفي ليسقي ظمأ أرض قاحلة منعتها السماء أكلها ..
حجم الظلم الذي يملأ هذا العالم سوادا .. ييتم  اأطفالا .. يرمل نساء .. يحز في قلوب أباء و أمهات .. يملؤ قلوب الصامتين الملاحظين في صمت حقدا و ياسا و حزنا .. يكفي لتمتنع الشمس عن ارسال شعاعها المنير ليضيء قلب عالم قاتم ..
ما اكثر المكبوتين المعقدين الراكعين أمام أسيادهم .. الذين يفرغون ضعفهم و هوانهم في القلوب المستضعفة التي تعلق أحلام و أمال قطعة خبز و ماء ساخن بهم .. فيتألهون و يوهمون الضعيف فالأضعف أن روحه تستدير بين أصابعهم و أنهم كأصحاب سلطة يتوسطون بينه و بين ربه ..
حجم السجناء بحجم التهم الملفقة لهم .. بسبب نزوة سيد مقدس يخنق أنفاس البعض لاشباع غرائزه و مصالحه .. 
قدر الألم و البؤس و الضغينة الذي يخلفه معاينة ظواهر كتلك عن كثب .. و التي تغلف كلها باسم ارادة و غضب الله و الدين .. دون القدرة على النطق بشق كلمة .. يتعب القلب و التفكير .. فيكون الانتقام سيد المواقف .. !
حجم الأسف الذي تخلفه رواية لنوال السعداوي .. بحجم التعطش لقراءة عمل اخر من أعمالها .. !

-- ف.م


الأحد، نوفمبر 3

جولة بسوق الخميس بمراكش .. !





اتجول بسوق الخميس بمراكش لاول مرة .. فضولي يدفعني لاكتشاف العالم هناك .. اظهر ككائن غريب تكاد تخطفه نظرات الباعة و المشترين .. القي نظرة خاطفة على المكان فتظهر لي امراة هنا .. اخرى هناك .. و تالثة .. فاطمئن نسبيا .. اتوغل في السوق .. هواتف نقالة هنا و هناك .. بارابول .. حاسوب .. تلفاز .. تيليكومانض .. شارجور .. مجموعة سيديها مطروحة ارضا لا اظنها تصلح للبيع اصلا .. لكنها معروضة .. اعمدة خشبية قديمة قدم الدهر .. بائع صيكوك .. شواية الحوت .. سلطة فواكه .. ثم تسمع ' 60 ريال .. 60 ريال .. ' .. اقترب قليلا .. قاميجة .. تريكو .. فوطة .. شطابة .. شورط .. سروال .. و كل ما يخطر على بالك و كل ما لا يخطر مطروح ارضا شي فوق شي .. ب 60 ريال .. غير بعيد .. موس .. معيلقة .. ستيلو .. كاس .. طبسيل .. بدرهم .. بائع كتب وحييد يعرض كتبا مكسوة بطبقات من التراب .. كما هو حال كل البضائع هناك .. الغريب ان وسط كل هاته الفوضى .. النصارى دايرين شرع يديهم و كيقلبو و مزاحمين .. حتى ان بعضهم يعرض بضائعا للبيع .. ! و انا منبهرة و عاجزة عن الكلام من هول الصدمة و غرابة العالم هناك .. ينبهني صديق لي : فاطمة الزهراء .. شوفي شوفي للارض ... استدير يمينا متبعة اشارة يده .. فتقع عيني على الاسماء التالية : برازول .. فليديكس .. سباسفون .. ماكسيكلاف .. دوليبران ... اكلاف .. ! افتح عيني جيدا .. و افتح فمي محاولة استيعاب ما ارى .. استدير نحو صديقي فاجده مبتسما يقول لي : الدواء ! .. شي خارج من كارطونتو .. شي ما عندوش .. اتجرا على رؤية التواريخ .. 2012 .. 2011 .. رميت عيني شوية لقدام لارى بائعا ثانيا .. و ثالتا .. كلشي كان ممكن يستوعبو لي عقلي الا الدوا ف البال ف الريكلام ... 
تشهيت دبا غي نعرف داك الدوا الى تباع فاش كيتستعمل .. الى كان ف الانتحار مع سبق الاصرار و الترصد ف الامر مفهوم نسبيا .. اما دون ذلك فيعجز عقلي البسيط و قلبي الصغير عن التحمل .. -_- !
مهزلة .. !
هنا مراكش .. العاصمة السياحية .. !

الثلاثاء، أكتوبر 8

مشاهدات حراسة ليلية .. صراع الحياة و الموت ..

مقالي المنشور بجريدة ' اخبركم ' الالكترونية .. بتاريخ 6 اكتوبر 2013 ..


الساعة تشير الى الثامنة من مساء السبت .. المكان: مستعجلات المستشفى الجامعي ..
urgences
ينسحب فريق النهار من أطباء و ممرضين و حراس لينضم جنود الليل .. بين حوادث السير .. و مشادات كلامية غالبا ما تختم بشجار و عراك حاد .. حوادث سرقة .. صراع بين رجال الشرطة و شفار من أولاد الشعب .. شباب غيبت المخدرات عقولهم .. ناهيك عن المشاكل الصحية الحادة الفجائية و غيرها… يجد الطبيب نفسه مضطرا لتحديد الحالات الأكثر خطورة.. بغية تسريع الفحص و الكشف.. وهو الأمر الذي لا يفهمه عادة المرضى و ذووهم .. لتسمع كلمات من قبيل:  ”هداك بنادم و هذا ترميوه ف الزبل” ..  ”هداك عارفينو و هذا يموت” .. “واش هاد السبيطار فيه غي طبيب واحد” .. و ألفاظ السب و الشتم التي لم أسمع لها مثيلا من قبل..
قرب الباب .. تُتَداول جمل من قبيل “سير حتى تقيد و اجي”.. “سير حتى تخلص و اجي” .. إجراءات إدارية ضرورية قبل رؤية الطبيب.. تنهك المريض و عائلته نفسيا و صحيا و ماديا.. حتى الصحة.. من أعمدة حقوق المواطن.. يجب أن يدفع لها مقابلا في أجمل بلد في العالم..
في غرفة مجاورة.. يعاني الممرضون من كل أشكال العنف النفسي و الجسدي.. في محاولة منهم لتضميد جراحات الوطن التي تنخر عظام الفقراء والمستضعفين منه .. و المساعدة على التئامها بقطوب جراحة مؤلمة.. تأبى إلا أن تترك بصمتها و تأثيرها النفسي للأبد.. بين صراخ أحدهم هنا.. وتألم الآخر هناك.. بين حركات ذهاب و إياب.. تقتحم المستشفى ثلاث سيارات إسعاف في وقت واحد.. يزداد الضغط و تتسارع الخطوات.. يدخل المرضى ثلاثتهم إلى غرفة الإنعاش.. و يعم الصمت.. صراع الحياة و الموت ذاك.. من أسوء ما يمكنك معاينته داخل المستشفى.. يحاول الفريق بدل أقصى جهده لإنقاذ حياة الثلاثة معا.. تتسارع دقات قلوب الاطباء بتسارع دقات قلوب المرضى .. الكل على أعصابه و لا مجال للخطأ.. بعد دقائق يربح أحدهم صراعه مع الموت.. في الوقت الذي يستسلم الاَخرون له.. و يفارقون الحياة ..
urgences deux
صمت يخيم على المكان.. و دموع صامتة تُذرف من أعين متعبة سئمت منظر الموت المؤلم ذاك .. “تفوو على سبيطار” يصرخ أحد الأطباء متذمرا.. بعدما فشل في إنقاذ حياة كما كان قد تعهد بذلك فيما مضى.. أما أكثر مَن في الفريق حكمة.. أو ربما الذي ألف قلبه منظر الموت ذاك فيتمتم قائلا .. “المكتاب” .. قبل أن ينصرف لإخبار اَهالي المتوفين.. فتتعالى الصرخات مكسرة هسيس الصمت والهمسات والدعاء الذي خيم على المستشفى لمهلة..


حالة المستشفى ليلا.. تجعلك تتساءل فعلا.. هل الأصل في الإنسان شر أم خير؟ من فرط الكاَبة و الحزن و البؤس الذي تلاحظه.. و الأنانية التي تظهر حين حلول المصائب.. تفكر جديا في الجواب من زاوية نظر واقعية – إنسانية بعيدا عن الأحلام الأفلاطونية..
حالة المستشفى عموما.. كئيبة حد التعب.. غياب المعدات.. قلة عدد الاطباء.. صغر المساحة.. غياب التنظيم.. الخ. يحاول بعض الممرضين الخروج من حالة الكاَبة التي يعيشونها.. تتعالى ضحكات بئيسة من إحدى القاعات.. يصرخ مرافق أحد المرضى “واش هذا سبيطار ولا مسرح” .. “وا فين هما الأطباء” .. فيسارع أحدهم ليشرح له أن الطبيب المختص الذي سيعالج المريض لن يحضر حتى الصباح.. و أن حالة المريض مستقرة حاليا..
الساعة تشير إلى الثامنة صباحا.. يغادر جنود الليل المستشفى بعيون شاحبة و أجساد مُرهقَة.. بعد ليلة حاول بعضهم خلالها إنقاذ حياة اَخرين، مُعرضين حياتهم للخطر.. في الوقت الذي ترك البعض الاخر الجمل بما حمل، مُوليا ظهره لكل البؤس المشهود و نام بأحد أرجاء المستشفى.. يغادر الجميع بحثا عن الحياة.. في محاولة بحث عن توازن لحياتهم النفسية قبل استئناف الحراسة الليلية الموالية..

السبت، سبتمبر 14

ثاني حراسة .. جردت من حياتي .. :) !


عرس انقلب على عقبيه اثر سقوط جهاز صوت على احدى المعزومات .. صراع بين رجال شرطة و شفارة من اولاد الشعب .. فتاة مغربية مثقفة جميلة هادئة تاتي من امريكا عند زوجها بالمغرب ليغلق عليها غرفة يومين متتاليين و ينهال على جسدها ضربا حتى تتمركز الزرقة في اغلب مناطقه .. جلسة هادئة لشباب بين 18 و 21 سنة تنقلب الى صراع بقنينات زجاجية بعد ان غيبت عقولهم بمختلف انواع المخدرات - قربت نحفظ اسماءها - .. حادثة سير مروعة خلفت كسورا متفاوتة الخطورة بين صفوف ضحاياها .. و ما خفي كان اعظم .. !
ليلة بمستعجلات ابن طفيل .. جردت فجاة من حياتي و عشت حياة الاخرين بتفاصيلها و احزانها و افراحها .. و عدت الى بيتي لا اعرف من انا ..

المجتمع المغربي .. كوكتيل غريب .. !

-- ف.م
 

الأحد، أغسطس 11

حملة #احسنت .. من اجل مجتمع ايجابي :)

انطلقت قبل ايام حملة  #من_انتم و التي كان قد دعا اليها ' مهدي بناصري على الفايسبوك ..  للحديث عن تصرفات مزعجة وغبية وغير  مسؤولة من طرف بعض المغارية علهم يستدركون اخطاءهم و يقفون عليها و يعيدون النظر فيها ..و قد لقيت تجاوبا سريعا من طرف المغاربة الذين عبروا عن سخطهم و انزعاجهم من تصرفات بعضهم البعض .. 
مزيد من المعلومات عن الحملة .. في مقال ' يونس الزهير ' على موقف الراي :http://www.alraiy.com/communaute/article/1981.html

شخصيا شاركت في الحملة و اعجبت بها .. فقراءتي لمختلف المنشورات جعلتني اعيد النظر في العديد من التصرفات التي ربما صدرت مني دون ان انتبه لها .. و التي تحمل بين طياتها شيئا من الخطا و الازعاج للغير .. الى غير ذلك .

و اليوم .. و بعد تاملي لبعض المنشورات .. تذكرت كم اننا شعب منتقد بامتياز .. و تذكرت حديثي مع صديق لي .. و الذي كان يصر دائما على تشجيع من احسن عملا تماما مثلما ينتقد من اخطا .. و كان يعتبر دائما ان نقطة ضعفنا كمغاربة هي اننا لا نشجع بعضنا البعض .. و لا نثق في بعضنا .. و بالمقابل ننهال على غيرنا منذ اول خطا لانتقاده .. 

تذكرت ايضا حلقة2 - على الفطرة - من برنامج 'خواطر2013' للمبدع احمد الشقيري .. و الذي ابرز فيها عدة مظاهر للثقة بين المواطنين بمعظم المجتمعات الغربية .. ليذهب بعد ذلك لمصر و يبرهن على ان الشعب المصري يستحق ان يثق في بعضه البعض و ان نسبة الامانة بين صفوفه تصل الى 97% .. و اين الخلل اذن ,?! انعدام الثقة بين افراده و سيادة الفكر التشاؤمي كداء يفتك بعقول المجتمع !

ثم فكرت .. بما اننا سرعان ما تجاوبنا مع حملة '  #من_انتم ' و وجدنا عدة مظاهر ننتقدها و نعبر عن غضبنا منها .. لم لا نطلق حملة اخرى بعنوان ' #ما_اروعكم ' .. لنرى الى اي حد نستطيع احصاء ايجابياتنا .. ام اننا لا نفلح الا في احصاء السلبيات ..

و بعد حوار مع بعض الاصدقاء .. ارتاينا الى ان نغير اسم الحملة الى ' #احسنت '  اشارة منا الى ثقافة الاحسان .. و حتى لا نقصي العنصر الانثوي بالجمع ' كم'

تنطلق الحملة اذا غدا ان شاء الله ... الاثنين 12 غشت 2013 على الساعة التاسعة مساء ..و ستدوم شهرا على الاقل ..
و ساحرص على كتابة تدوينة من وقت لاخر تجمع ابرز ما قيل خلال الحملة ..  

اهداف الحملة : 

لأننا نؤمن بقوة الفكرة وبأن التحول المجتمعي لا يحدث إلى بتحول فكري فإننا نريد 
يحملتنا أن :

- نرسخ ثقافة إيجابية في أوساط الشباب المغربي.

- نلقي الضوء على سلوكيات وأفعال جيدة يقوم بها الشاب والشابة المغربيان في حياتهما اليومية.

- أن نعبر عن أحلامنا ورؤانا لمغرب المستقبل

- ان نثبت بان الخير لا زال شائعا بين صفوف المغاربة

- ان ندعو الناس الى الاهتمام اكثر بالجانب المضيء من المجتمع و تشجيع التصرفات الايجابية ..

- و طبعا كل عمل جميل يقابله عمل سلبي .. و بذلك فنحن سندعو ضمنيا لاجتناب 
السلبيات السائدة في المجتمع بالتعبير عن تصرفات نتفاءل برايتها يوما على ارض الوطن


كن ايجابيا .. اكتب تصرفا صدر من احد الرائعين ممن تعرف .. او اثار انتباهك يوما 
و قد صدر ممن لا تعرف .. او تحلم برؤيته على ارض الواقع مستقبلا .. و اضف 
اليه الهاشطاج  #احسنت

تفاءلوا يرحمكم الله .. :)


ف.م --

الخميس، أغسطس 1

رفقا بالمتشردين من ابناء وطني .. !






عندما يطلب منك احدهم على حافة الطريق مالا .. يرأف قلبك في الوقت الذي يفكر فيه عقلك الف مرة .. 
ايستحق ام لا .. أصادق ام لا .. اتعطيه ام لا .. 
عندما يطلب منك احدهم على حافة الطريق طعاما .. يصبح التفكير في حضور ما يمكنك منحه اياه .. عيبا .. و عارا ..

-- ف.م

الخميس، مارس 14

استيقظت فجأة لأجدني في 2113 .. !

  




 استيقظت على الساعة الخامسة صباحا .. اطللت من النافذة لأجد كل البيوت مضاءة فالجميع يستيقظ لصلاة الفجر هنا .. صليت لبست ملابسي الرياضية و خرجت ..

  اعشق المشي صباحا ..  قبل ان تبزغ اشعة الشمس .. الهواء نقي و النسيم عليل .. و زغاريد العصافير تؤنس وحدتي .. اخرج للمشي كل صباح و احيانا بعد منتصف الليل .. فالمدينة امنة و الشوارع مضائة .. كما ان اغلب سكانها يعشقون ممارسة الرياضة و ليسوا من هواة النوم .. خصوصا مع طغيان المساحات الخضراء و المناظر الخلابة على اغلب المدينة .
عدت على الساعة السابعة صباحا الى البيت .. اخذت دوشا سريعا و تناولت فطوري .. ثم خرجت مسرعة للمستشفى ..
يجب الا أتأخر .. فالكل يحضر قبل الوقت بنصف ساعة .. و تلزمني نصف ساعة من باب المستشفى للوصول لمصلحة القلب و الشرايين .. نظرا لامتداد المستشفى لما يناهز اربع هكتارات ..
ما دمت قد تأخرت .. فلن اخذ دراجتي النارية .. فالميترو يصل بسرعة نظرا لامتداده تحت المدينة .. تفقدت بهاتفي مكانه .. انه على بعد ثلاث دقائق من بيتي .. خرجت من البيت و اسرعت نحو السجادة المتحركة التي تجعلك تدخل للميترو دون ان يتوقف ..
خمس دقائق بالضبط و كنت بباب المستشفى .. اسرعت نحو المصلحة و مررت بغرفة الاطباء الخارجيين لأخذ وزرتي و جهاز قياس الضغط من الخزانة المخصصة لي . في طريقي لم انس ان اغلق هاتفي .. فالهاتف ممنوع للحفاظ على راحة المرضى و ضمان الهدوء و السكينة بأرجاء المستشفى .
   تأخرت بخمس دقائق .. شعرت بالخجل فذهبت اعتذر من الاستاذ رئيس المصلحة الذي عادة ما يكون حاضرا قبل الوقت بساعة .. ابتسم و القى علي تحية الصباح ثم قال – لا باس .. فغالبا ما تكونين قبل الوقت لكن اتمنى الا يعاد نفس الخطا .. فالمصلحة تعج بالمرضى .. و كما تعلمين فنصف العلاج نفسي .. لذلك لا بد من الحضور باكرا و التحدث للمريض حتى يحس بالاهتمام و حسن المعاملة. اعتذرت مجددا و انصرفت ..
   لكل مريض بالمستشفى غرفة خاصة تحتوي على حمام خاص و مكتبة و جهاز كمبيوتر و تلفاز .. و شرفة تطل على حديقة تمتد على طول المساحة التي يشغلها المستشفى .. و بالمقابل لكل طبيب خارجي مريض يهتم به ..
كل من بالمستشفى لا يهتم الا لاثنين .. صحة المريض اولا و تكوين الاطباء و الممرضين المستقبلين ثانيا ..
   انجزت كل التقارير التي تهم المريض الذي تحت رعايتي .. ثم ذهبت الى الغرفة الثانية حيت يرقد مريض يهتم به طالب من السويد اتى لدراسة الطب بالمغرب باعتباره من بين اهم البلدان الافريقية التي تتوفر على تكوين هائل في مختلف الميادين .. و على اكبر المستشفيات على الصعيد العالمي .. و هو رغم دراسته للغة العربية – باعتبارها اللغة الاولى عالميا .. و التي توثق بها كل المستجدات و الابحاث العلمية في مختلف المجالات – الا انه لا زال يجد مشاكلا في بعض الكلمات.. و هو بالضبط السبب الذي جعله يذهب لجامعة هارفد مباشرة بعد حصوله على شهادة الباكالوريا لكونها الجامعة الوحيدة التي لا زالت تدرس باللغة الانجليزية .. لكن التكوين الهزيل و الذي لا يرقى لمستوى الجامعة المغربية جعله يقرر المجيء للمغرب. لذلك ذهبت لأساعده في ترجمة بعض المصطلحات .. – فالطالب المغربي يتقن اغلب لغات العالم انطلاقا من السنة الثانية اعدادي - ..
   
  الساعة تشير الى الثانية زوالا .. خرجت من المستشفى و قررت ان استقل الطرام الذي يمر من فوق المدينة .. بحثت عن موقعه في هاتفي .. انه على بعد خمس دقائق من المستشفى .. اخذت المصعد الذي يحملك الى داخل الطرام مباشرة دون ان يتوقف. ما اجمل المدينة من فوق .. البنايات لا تتجاوز ثلاث طبقات على اكثر تقدير .. و الالوان المتناسقة تجلب لقلبك انسا و فرحا و تفاؤلا عجيبا ..
كل شيء فيها ينذر بالحياة .. بشاشة اهلها و حركاتهم المتواصلة .. لا وجود للخمول و الكسل و العجز .. كل الجلسات و التجمعات عبارة عن صالونات فكرية ثقافية .. لا نعرف النفاق و الكذب و الخيانة الا من خلال كتب التاريخ القديمة التي تتحدث عن اناس – او اشباه اناس – مروا من هنا .. عاشوا في زمن لا شيء فيه ينذر بالحياة ..
   اخذت كتابا من المكتبة الكبيرة التي تمتد على طول الطرام و بدأت في قراءته .. وصلت البيت بعد نصف ساعة .. وجدت امي في استقبالي .. اخبرتني انها لم تهيء وجبة الغذاء لأنها ذهبت لدار الايتام قضت ساعات الصباح مع الارواح البريئة هناك – هذا اكثر ما احبه في امي .. علمتني العمل الجمعوي عملا ليس قولا فقط و كبرت و انا اراها تمارسه - ..
   انتظرنا مجيء ابي و ذهبنا لتناول وجبة الغذاء خارج البيت .. فكل الخضر و الفواكه في بلدي بيو .. و الانتاج الزراعي يحقق فائضا سنويا يتم التبرع به لروسيا و امريكا .. و كل الشعب يعي تمام الوعي و يدرك تمام الادراك الطريقة السليمة لطهي طعام صحي غني و متكامل .. لذلك فلا ضرر في الاكل خارج البيت ..
استغللت تواجدي مع ابي لأخبره عن ذهابي لفلسطين .. فرغم انني كنت هناك في الصيف الماضي الا انني اشتاق للعودة مجددا  و اشتاق اكثر لصلاة في المسجد الاقصى .. استطعت اقناعه اخيرا ان يرافقني هو و امي .. ربع ساعة بعد حديثنا كنت قد انهيت الاجراءات الادارية عن طريق حاسوبي .. ثلاث تذاكر لفلسطين ذهابا و ايابا ..
   عدنا للبيت .. حملت حقيبتي و ذهبت للكلية بدراجتي النارية .. وضعت الخوذة الواقية رغم اني اكرهها لكن حجم المسؤولية الملقاة على عاتقي تجبرني على ذلك .. فالشرطة في بلدي لا هم لها غير خدمة المواطن .. لن يتم توقيفي اذن لأنني لا اضع الخوذة لكن سلامتي و سلامة المواطنين مسؤولية يحافظ عليها الجميع هنا ..
وصلت الكلية .. فتحت الغرفة المخصصة لي اشعلت الحاسوب و موسيقى هادئة و بدأت بالدراسة .. دروس السنة مسجلة بشرح مفصل من طرف الاستاذ صوت و صورة .. 10 مواد توزعها حسب اختيارك بين الدورتين .. و ان استعصى عليك فهم جزء من الدرس لك ان تطلب الشرح من الاستاذ بمكتبه او تراسله عبر الايمايل ..
   و انا منهمكة في الدراسة .. اتصل بي عميد الكلية يخبرني عن قافلة مساعدات طبية و غذائية لليابان .. بسبب الاعصار الاخير الذي ضرب المنطقة مخلفا خسائر مادية و بشرية جسيمة .. رحبت بالفكرة و اكدت مشاركتي .. ما دامت الدولة هذه السنة لم تجد لمن تعطي زكاة المسلمين لهذا العام .. فالإمكانيات المادية متوفرة و الاجراءات الادارية بسيطة لا تتطلب اكثر من بطاقة هوية تثبت اصلك و عنوانك ..
انهيت دراستي و ذهبت مباشرة للمستشفى .. فاليوم لدي حراسة ..
تناولت وجبة العشاء المقدمة لي من طرف المستشفى .. اعشق كل ما يقدمه طاقم الخدمات هنا .. اطعمة لذيذة و صحية مراعاة لحالة المرضى ..
مرت الحراسة في هدوء و سكينة .. فمعدل حوادث السير و الاجرام في بلدي شبه منعدم .. بضع حالات ولادة مفاجئة و ارتفاع درجة حرارة الاطفال الرضع هو كل تم استقباله ..
   
  اتصلت بي امي .. اخبرتني ان الشكوى التي قدمت قبل ايام لوزير الصحة و التي كنت قد اخبره فيها انني لم اتوصل بمنحة الطبيب الخارجي قد تم الاجابة عنها .. و ان الوزير يعتدر عن هذا الخطأ الغير منتبه له كما اخبرني انني سأتلقى ضعف المبلغ اي 10000 درهم بدل 5000 درهم كتعويض عن الانتظار ..
   جميل جدا .. سأتمكن اخيرا من اقتناء الحاسوب الغير مرئي الذي يعرض في الاسواق منذ مدة .. و الذي صنعه الشاب م.م طالب بالسنة الثانية باكالوريا بواد زم .. و الذي عرف منذ صغره باهتمامه بتكنولوجيا المعلوميات خصوصا بعد مجموع الاختراعات التي نبعت من مدينته .. – اكبر مدينة تكنولوجية عالمية -  ..
عدت للبيت في اليوم الموالي .. تظهر علي اثار الارهاق و التعب بعد ليلة بالمستشفى ..
نمت نوما عميييقا .. استيقظت بعده لاجد حاسوبي اليتيم بجانبي ..شغلته و فتحت بروفايلي على الفايسبوك لاجد ان اخر ما كتبت كما يلي
كل ما احلم به .. عالم يبتسم لي فيه الجميع .. او على الاقل عالم تقابل فيه ابتسامتي 
بمثلها بدل ان تبقى يتيمة تلوح في الافق ..

احيانا .. نحلم كثييييرا .. و نختزل حلمنا في عبارة تحمل في طياتها العديد من المعاني .. لا يفهمها الا من يجيد قراءة ما بين الاسطر ..

هذا جزء صغيييير من العالم الذي احلم ان اعيش فيه ..
قد اكشف عن الاجزاء الاخرى لاحقا ..

محبتي .. 


ف.م --

الأربعاء، مارس 6

يا قنواتنا الوطنية .. : التشاؤم .. معدٍ .. !

الحزن و السلبية و التشاؤم معدٍ .. معدٍ جدااا!



" قصة الناس .. اخطر المجرمين .. الخيط الابيض .. مختفون .. بدون حرج .. مسرح الجريمة .. المحققون .. " ..

الموضة الجديدة .. و مع المغاربة تبارك الله خاصهوم غي ما يعاودو، تكاد لا تجد مجلسا يخلوا من مناقشة ما جاء في هذه البرامج .. و إن قدر الله و تواجدت في مجلس مماثل .. تضيق نفسك و تغادر غير ذلك الانسان الذي أتى .


لست أدري ما دور تلك البرامج غير نشر عدوى السلبية و الخوف و الترقب .. ' عنداك راه هاداك ها آش داروا له الشفارة، و هاداك ها آش دارت له عائلتو، لا باقي تيق ف حد .. و هاذيك آش دار لها راجلها .. ' 

المجتمع بئيس أصلا .. فزادوه بؤسا ..


ارحموا أنفسكم قليلا .. أغلقوا قنواتنا الوطنية و ارموها في قنوات الصرف الصحي .. إلى مزبلة التاريخ .. و لكم الأجر !

-- ف.م



الحب .. بعيون مغرورة .. !




عدد لها مجموع ما يكره من صفات و تصرفات البنات .. سعت جاهدة لتجنبها، و اصطنعت فتاة غير تلك التي تسكنها .. ثم جاء يلومها، يدعي أن شخصيتها تفتقر للأنوثة 
..

عبيطة هي .. تصطنع ما ليست عليه لتنال إعجاب رجل !
و مغرور هو .. يبحث عن آلة تتصرف وفق رغبته .. لا يدري أن الحب .. عفوية .. !

--  ف.م

الأحد، فبراير 17

أنا .. و جدي ... و بنكيران ..



أفتقده جداااا ..

في مثل هذه الايام و لعدة سنوات مضت .. كان يسألني : ' شحال في عمرك '، فأجيب أنني بعد خمس أو اربع او تلاث ايام سأكمل ( ... ) سنة، يبتسم لي ثم يجلس شاردا يتذكرها .. آخر مرة كانت السنة الماضية، كان مريضا جدااا لكنه تذكرها .. سألني فقلت : يوماين و ندير تسعة عشر عاما .. ابتسم كعادته و نظر الى الحائط الذي أمامه في صمت. ظل وفيّا لها و لحبها تسعة عشر عاما و شهرين بالضبط : هو جدي عمر، و هي جدتي فاطمة .. توفيت قيل يومين من ميلادي .. سماني فاطمة الزهراء على اسمها و احبني كما لم يحبني شخص من قبل .. ! لم يكن يجيد حساب الأشهر و الايام، لكن إحساسه في كل سنة كان يدله على ذكراها .. حبه لي كان مميزا جدا، ففي هذا العالم العجيب الذي اصبح فيه الحب عيبا، و الذي فقد فيه الناس طريقة التعبير قولا عن مشاعرهم لأبناءها و اكتفوا بالفعل، كان هو مختلفا .. يخبرني انه يحبني ، يحدثني عن كل شيء و كل ما اريد معرفته، يستقبلني ببسمة و عناق حار، يدافع عني و يكره ان يمسني احد بسوء .. منه تعلمت الاسلام فعلا، لا قولا .. أفتقد كل شيء، رائحته، أسئلته عن اشهر السنة و تعليمه لي للأشهر الفلاحية، ضرباته لي ممازحا و طيبته 
التي تفزع الانسانة الشريرة داخلي كلما تذكرته ..

جدي يا بنكيران، انسان امازيغي .. بسيط جداا لكنه لا يجيد الرقص ! جدي يجيد العمل، يجيد الطيبة، يجيد الحب .. يجيد التربية ! جدي أهداني اروع ام، و أمي انجبتني، أنا إنسانية أمازيغية .. بسيطة جدا .. أجيد الحلم و التفاؤل .. و قد أجيد الرقص يوم أحقق أحلامي و أهدافي .. يوم اجد في هذا الوطن من يخدمه حقا حبا فيه .. لا من يتهكم على أبنائه !

-- ف.م

الاثنين، يناير 28

أنا .. و بائع البالونات .. !





أتوا إليه، لا يلبسون لباسا رسميا، و لا يضعون أية إشارة تبرز هويتهم ..قاموا بأخذ كل ما يملك من بالونات بعد أن أشبعوه سبا و
 شتما .. زميله على بعد أمتار منه، مضى بخطوات ثابتة مبتعدا، قبل أن يبدأ في الركض، و ملامح وجهه مضطربة خائفة يحاول الفرار
برزق يومه، إلى أن اختفى عن الأنظار .
بدأ ضبطا الشرطة في العبث بتلك البالونات و تقطيعها بأظافر تظهر للأطفال المحيطين بهم كمخالب وحوش .. فرت بالونة من قبضته فأسرع إليها طفل صغير و بدأ باللعب بها في سرور .. 
' أ عطيهم لدراري الصغار، عطيهم لدراري الصغار ' .. صرخ عسكريان يرافقان الضابطان في بذلة رسمية. نظر إليه نظرة تخبره بالصمت، و كأنه يقول له : ' دخل سوق راسك، لا ؟ ' .. 
ذهبوا بخطى مسرعة .. تحت أنظار ارواح بريئة تنتظر أن تفر بالونة من أيدي هؤلاء البشر جلودا .. 
عاد البائع الذي فر هاربا، و رأسه يدور يمنة و يسرة خائف من أن يظهر من كسروا قلب صديقه مجددا .. 
جلست أنا .. أنظر للمشهد في صمت .. 
لساني صامت .. و عقلي .. لا يكف عن الكلام !

-- ف.م

الجمعة، يناير 18

ما الوطن .. ؟!

الوطن ليس قطعة أرض و مساحة خضراء ..
الوطن ليس محيطا ازرق و شاطئا ذهبيا ..
الوطن ليس حاكما متجبرا و شعبا مستضعفا ..
الوطن ليس سهولا منبسطة و جبال شامخات ..
الوطن ليس بياض ثلج و عذوبة مياه ..
الوطن ليس شمسا ساطعة و قمرا مضيئا ..
الوطن ليس اقتصادا زاهرا و سياحة مدرة ..
الوطن ليس كأس كرة قدم و ميدالية ذهبية ..

بل الوطن يا سادتي .. حروف من نور خطت بدماء الرجال المناضلين ..
الوطن قلب يخفق في جوف كل مواطن وطني أصيل ..
الوطن حب يسري في عروق الاحرار الشرفاء ..
الوطن معشوق كل الأنفس النزيهة الأبية .. 
الوطن كرامة و رفعة و عزة نفس ..
الوطن شهامة و رجولة و رفعة شأن .. 
الوطن فخر يحمل صاحبه على كرسي الشرف و الرفعة و الاعتزاز ..
الوطن ثقة، تجعل كل شخص متأكد من انه الافضل في العالم بمجرد انتمائه له ..
الوطن جرح ينزف دموع المستضعفين .. ينخر عظام المستعبدين .. 
الوطن روح تسكنك .. هواء تستنشقه .. نور يضيء حياتك ..
حيثما بلغ اهتمامك .. و حيثما وصل همك .. فذاك وطنك ..

لذلك، فبعض الاشخاص، لا يتعدى وطنهم حدود غرفهم ..
و آخرون، يتخذون من العالم وطنا ..
و بعض الأرواح .. وطن بحد ذاته ..

-- ف.م 

الخميس، يناير 3

لحظات ضعف .. !

أحيانا، تدرك تمام الإدراك ما تريد .. و تعرف تمام المعرفة كيف تصل إليه .. 
يظهر لك المشكل الذي يواجهك واضحا كالشمس، و يأتي الحل فوق رأسك كغمام يحميك بظله ..
تعي جيدا أن التشخيص قد تم بنجاح .. ينقص فقط خطوة نحو العلاج ..
الكل حولك يشجعك، حتى عقلك يحثك على المضي ..
لكنك تقف عاجزا .. ساكنا، منعدم الإحساس، غير قابل للتأثر .. 
ملامح وجهك المضطربة توهم أنك تواجه مشكلا كبيرا لا تعرف حله ..
و الحقيقة عكس ذلك .. 
طبيعي جدا ألا تجد من يفهمك .. فأنت أصلا لا تفهم نفسك ..

حينها فقط، يكون الصمت و الاختلاء لوقت وجيز سيد الموقف .. 
ساعات ترتاح فيهن، تهدأ و تسترخي و تتخلص من كل ما يشغل بالك ..
تتحرر من كل شيء لتعود أكثر قوة و إصرارا .. 
كأنه هدوء قبل عاصفة .. إستراحة محارب ..

مهما كنت قويا .. قد ينتابك نفس الشعور .. 
فلكل جواد كبوة، و الطيور على أشكالها تقع .. 
لكنها لا تطيل البقاء أرضا، فتنهض أكثر قوة و عزيمة و إصرارا .. فتحلق بعيدا بطاقة و حيوية متجددة ..

لذلك، فالمهم ألا تطيل الاستراحة .. فتنهض أكثر قوة .. ! 
لأن وطنك ينتظر منك الكثير .. !

تصبحون على حيوية و نشاط .. تفاؤل و عمل .. :)

-- ف.م