الثلاثاء، ديسمبر 24

الارتباط القوي بالفايسبوك .. يزيد الحياة تعاسة .. !






عندما يملك الانسان حائط ازرق .. يفرج فيه عن مكبوتاته الفكرية و الابداعية .. يخلق منه عالم خاص به يسبح فيه بحريته المقموعة
 خارج اسواره .. ينسج فيه علاقات صداقة قد تتعدى حدود الافتراض الى الحقيقة .. يفتح فيه نقاشا عما يشغل باله و يتعلم منه احترام الاراء المخالفة و اساليب الحوار .. يشارك اصدقائه لحظات سعادته و تعاسته .. تفاؤله و تشاؤمه .. انهياره و قوته .. يسعى لتنوير العقول و خلق وعي جماعي بقضية ما يعمل عليها واقعا و يعزز عمله بمنشورات افتراضية ينقل فيها الواقع البئيس و الطرق التي ينهجها لتغييره .. فهذا شيء رائع حققه هذا العالم الافتراضي ...
لكن عندما يلخص كل ما يملك هذا الانسان في حائط .. يستيقظ و كل ما يشغل باله ماذا سيكتب اليوم .. و ماذا كتب الاخرون .. و من اعجب بصورته او كتاباته .. عندما تصبح حتى علاقاته الحقيقية في الواقع متاثرة بحائطه .. فيصبح شارذا منكبا على هاتفه بين اصدقائه او عائلته .. يعد الدقائق و الثواني كي ينفرد بحائطه وحيدا في غرفته .. يهمل دراسته و عمله و مستقبله من اجل تعاليق و ابتسامات افتراضية اغلبها مصطنعة .. يبحث في كل تحركاته عن اماكن متصلة بشبكة الانترنت باي ثمن .. فهنا يكمن خلل ما ..
لكن الاغرب .. ان يصبح كل حديث متداول بينه و بين محيطه يصب في دائرة حائطته ..  " شفتي فلان اش كتب اليوم .. شفتي فلان اش جاوبو .. شفتي هاداك شنو قالو عليه .. شفتي فلانة دارت الحجاب شنو كومونطاو لها .. شفتي فلانة حيدات الحجاب شنو كتبو لها .. اجي انت اش ديك الصورة درتي داك النهار .. و علاش و كيفاش و مع من .. شفتي الفايس كترو فيه المساليين ريوسهم هذاك كيظل يكتب لنا على ... و علاش درتي جيم لستاتو ديال فلان و هو كيقول كذا .. و بلا بلا بلا .. " ... ناهيك عن الصراعات التي تنشب بسبب امر تافه مسؤول عنه شخص مستقل بعقله و حريته و فكره غير المتصارعين " علاش فلان دار لك جيم هنا .. و علاش كومونطا لك البارح لهيه .. و علاش ولبارح غمزك فستاتو ديال فلان بن فلان ... " .. دون الحديث عن اصحاب الحسنات لي كل همهم التنقيب عن كل ما تخفيه واقعا كي يظروه باي ثمن كان .. فيجد البعض نفسه في صراع مع اقرب الناس اليه - عائلته على الخصوص - بسبب فكرة عبر عنها بحرية على حائطه . سياسية كانت او دينية و عاطفية او غيرها .. فتتحول حياته الى جحيم لا يطاق بسبب تطفل مهووس يقضي معظم اوقاته في تتبع كل ما يخط قلبه .. 
عندما يحولك حائطك من شخص عادي تقضي حياتك بين كليتك او عملك و بيتك .. و قهوة فراس الدرب و تجمع عائلي اسبوعي .. الى شخصية عامة .. يفصلها كل شخص على مقياسه .. و يمنح لنفسه حق انتقادها و لعب دور الوصاية عليها و التنبؤ لها بمستقبل يناسب بعد نظره و عمق عقله هو .. فان لم يصلح ما قال يتهمها بانها سلكت طريقا لا يليق بها و لن ينفعها .. فهذا يعني انك تعيش حالة فراغ عاطفي و وحدة عميقة و فشل في الوصول للشخصية المثالية التي تريد فتلجا للفايسبوك لتصنع ذاك الانسان الذي تحلم به .. !
ما عرفت علاش .. عندنا حياة وحدة .. يقضي اغلبنا جزء منها في تحقيق احلام الاخرين - والديه على سبيل المثال - .. و الاهتمام لما يقوله المجتمع و النظرة التي سيراه بها .. و جزء اخر منها في العيش وفق البروتوكول الذي اتفق عليه المحيط الذي يعيش فيه .. و ما يصطلح عليه بالتسلسل الطبيعي لحياة كل انسان - قرا .. خدم .. تزوج .. ولد .. موت - .. فيضيع اصلا جل عمره في ارضاء الاخرين .. ثم يضيف عالما من صنعه .. ليوسع دائرة المتحكمين في حياته .. و يضيع جزء اكبر هنا في تفسير قناعاته و سلوكه و تغيره و نضجه و احلامه و اهدافه ... !
الفايس مجال للتفريج عن النفس .. و التواصل بعد يوم شاق يقضيه الشخص السوي في التقدم خطوة نحو اهدافه .. ! .. و حين يتحول الى مساحة تتقل كاهل الانسان و تملاه حقدا و بغضا و تعاسة و ياثر سلبا على صحته النفسية اولا ثم الجسدية .. فالافضل ان يرمى الى مزبلة التاريخ دون عودة .. و ليتبعه المجتمع الى الجحيم !

#تاملات_ليلية

-- ف.م 

الأربعاء، ديسمبر 18

عش حرا سعيدا .. او مت سكيزوفرينيا تعيسا يتنفس عقد مجتمع !






هم لا يريدونك كما انت .. لا يحبون عمقك و روحك .. لا يعشقون تفاصيلك .. تحركاتك .. انت ..
يحبون قشورك و فقط .. و تلك التي تتناسب معهم .. و ان كنت سكيزوفرينيا و تعيش فترة صراع نفسي داخلي .. و ان كنت تبذل جهدا لتظهر على غير ما انت عليه .. على غير ما تؤمن به .. لا يهم .. كل ما يعنيهم ان يكون ظاهرك كما يرونه صحيحا .. 
انت حينها نسخة مصغرة عنهم .. مضاف اليها جزء منك يميزك قليلا .. لتكون بذلك ذاك الانسان الذي يتمنون ان يصبحوه .. انت مشروع حياتهم الفاشل على مستواهم الشخصي يحققونه في ذات قريبة منهم ينسجونها على اهوائهم .. و يرون ثمرات صنعهم فيها ...
ما ان تقرر ان تصبح انت .. ان يتصارح ظاهرك مع باطنك .. ان تستقر نفسيتك .. حتى يظنون انك تنتفض ضدهم .. و انك تهوي بنفسك الى حيث لا تدري .. ان عقلك معطل و يشعرون بالاسى و الحزن و تاخدهم الشفقة .. و يرمون التهم على ما هو خارجي عنك .. اصدقائك .. محيطك .. كتبك .. في يقين تام بان ما انت عليه غير نابع من باطنك .. انما ناجم عن تاثير ممنهج من العالم الخارجي المتامر عليك .. !
بالنسبة لهم ... لا تهم سعادتك .. بقدر ما يهم ما يظهر عليك .. بقدر ما يهم كلام الناس .. بقدر ما يهم المجتمع الذي تعيش داخله .. !
من يحبك فعلا .. يحبك كيفما كنت .. كيفما كانت افكارك .. اديولوجيتك .. الطريق التي تسلك .. و ان تعارضت مع ما يؤمنون به .. حريتك توضع حينها فوق كل اعتبار .. لانهم يحبون الانسان داخلك .. و فقط !
تصبحون على اصدقاء .. بكل ما تحمل الكلمة من معنى .. و ليذهب المجتمع الى الجحيم .. تذكرة ذهاب دون اياب !

-- ف.م