الاثنين، يناير 28

أنا .. و بائع البالونات .. !





أتوا إليه، لا يلبسون لباسا رسميا، و لا يضعون أية إشارة تبرز هويتهم ..قاموا بأخذ كل ما يملك من بالونات بعد أن أشبعوه سبا و
 شتما .. زميله على بعد أمتار منه، مضى بخطوات ثابتة مبتعدا، قبل أن يبدأ في الركض، و ملامح وجهه مضطربة خائفة يحاول الفرار
برزق يومه، إلى أن اختفى عن الأنظار .
بدأ ضبطا الشرطة في العبث بتلك البالونات و تقطيعها بأظافر تظهر للأطفال المحيطين بهم كمخالب وحوش .. فرت بالونة من قبضته فأسرع إليها طفل صغير و بدأ باللعب بها في سرور .. 
' أ عطيهم لدراري الصغار، عطيهم لدراري الصغار ' .. صرخ عسكريان يرافقان الضابطان في بذلة رسمية. نظر إليه نظرة تخبره بالصمت، و كأنه يقول له : ' دخل سوق راسك، لا ؟ ' .. 
ذهبوا بخطى مسرعة .. تحت أنظار ارواح بريئة تنتظر أن تفر بالونة من أيدي هؤلاء البشر جلودا .. 
عاد البائع الذي فر هاربا، و رأسه يدور يمنة و يسرة خائف من أن يظهر من كسروا قلب صديقه مجددا .. 
جلست أنا .. أنظر للمشهد في صمت .. 
لساني صامت .. و عقلي .. لا يكف عن الكلام !

-- ف.م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق