الأربعاء، فبراير 5

من اليوميات .. بالمستشفى !





قضى عمره يبعثر امواله يمنة و يسرة على دخان سجائر .. انواع نبيذ معتق .. و كاسات خمر .. ناهيك عن عاهرات الوطن ممن يبعن اجسادهن بغية سد رمق الجوع الذي يعصف بهن و بدويهن ..تقضي زوجته اليوم بمجمله في خدمته .. و تنتظره ليلا الى ان ياتي في وقت متاخر ليقلب البيت راسا على عقب .. هذا ان سلمت هي من همجيته ..
عاداته السيئة تنخر في صحته شيئا فشيئا .. على عكس ما كان يتصور .. ليس اقصى ما يمكن ان يقع هو الموت .. الموت رحيم بنا .. ينتشلنا بهدوء .. و يصعق من يحبوننا دفعة واحدة ... مؤمنين باننا ذهبنا الى اللاعودة .. فيستوعبون الصدمة مع الوقت. للاسف لم يكن يدرك ان اقصى ما يمكن ان يحدث هو ان يفقد القدرة على المشيء مثلا .. تتلعثم الكلمات بفمه و يفقد السيطرة على مسالكه البولية .. او فقدان النظر فجاة و غيرها من المشاكل الصحية .. بحيث تصير المراة التي لطالما اهان اول من يعتمد عليه في كل صغيرة و كبيرة من تصرفاته اليومية ..
تجلس المسكينة ترعاه صباح مساء .. متحملة مزاجه السيء و قسوة طبعه .. تفترش الارض .. تبكي .. تتوسل و تدعو الله ان يعيده اليها سالما معافا في اقرب الاجال ..
اتساءل احيانا ان كان الحب فعلا يفسر مثل هذه الظواهر .. ! هي تحبه و فهمنا .. لكن كيف تصبر على شخص لا اراه يحب حتى نفسه .. !
الحب ان يذوب الشخص في تفاصيل الاخر .. الحب الا تخاف فقدان الاخر بقدر ما تخاف عليه هو من فقدانك .. الحب ان تهتم بك و فقط .. ! ما دمت كذلك .. فسيكون هو بخير ! الحب ان تحب نفسك لانك ترى الاخر فيها .. !
اكفس ما ف المستشفى .. انك ملزم بمعرفة تفاصيل حياة كل مريض من البداية .. ! غادي ننتحر شي نهار .. !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق