الخميس، فبراير 6

هلوسات ما قبل الثامن من فبراير .. !





و بم ينفع الاخر .. غير ان يرقص على جرح الامنا فيزيدها عمقا .. يسرق من افواهنا ابتسامة ترضيه و لو كانت كاذبة .. يقرا لنا كلمات تتوافق و فكره و ان كان ضيقا .. يجرد كل محاسننا امامنا .. و لا يتوانى عن سرد مساوئنا المتواجدة منها و الملفقة ما ان ندير ظهرنا .. 
و بم ينفع الاخر .. ان كان منافقا مميزا .. لا يفهم شيئا في التغير .. الا ان كان لصالح افكاره و قناعاته .. كل ما عداه تخريف و تناقض و ضياع .. ! و بم ينفع الاخر .. ان كان يؤمن بكل ما وجد نظريا .. و يعمل عكسه .. ثم لا يتوانى عن سب من لا يؤمن بنظرياته المقدسة ..
و بم ينفع الاخر .. ان كان يحب كل قشورك .. ثم يختفي حبه فجاة حين تغيرها .. متناسيا ان الانسان داخلك لا يتغير مهما تغيرت الشوائب ..
و فيم ينفع الاخر .. ان كان مصدر قلق و تعب نفسي .. ان كان لا يكف عن تتبع كل صغيرة و كبيرة في حياتك فقط ليحقق نشوته بنشرها يمنة و يسرة .. و اظهارك باسوء حلة ممكنة .. 
و فيم ينفع الاخر .. ان كنت ستظل طيلة حياتك تكتب عنه .. تسأم منه .. تشعر بالحزن بسببه .. 
فيم ينفع الاخر .. ان كنت كلما القيت نظرة على ماضيك .. تجده متحكم فيه مجملا .. تكتب السيناريو وفقا لما يريد .. يخرج لك .. و انت تمثل فرحا .. 

لا ادري ماذا كتبت و لم كتبته .. لكني متاكدة انني ساكف عن الكتابة عن الاخر .. بالاحرى ساكف عن الانتباه له و لوجوده .. 
اشعر انني اكبر في كل سنة اكثر من اللازم .. حتى ان سني لم يعد يحتمل كل ما يهلوس به عقلي ..
بضعة ايام .. و افتتح سنتي الواحدة و العشرين .. ! 
ساكون كما يريدون الى ذلك الحين .. و بعده .. ساعيش انانيتي .. !

-- ف.م

الأربعاء، فبراير 5

من اليوميات .. بالمستشفى !





قضى عمره يبعثر امواله يمنة و يسرة على دخان سجائر .. انواع نبيذ معتق .. و كاسات خمر .. ناهيك عن عاهرات الوطن ممن يبعن اجسادهن بغية سد رمق الجوع الذي يعصف بهن و بدويهن ..تقضي زوجته اليوم بمجمله في خدمته .. و تنتظره ليلا الى ان ياتي في وقت متاخر ليقلب البيت راسا على عقب .. هذا ان سلمت هي من همجيته ..
عاداته السيئة تنخر في صحته شيئا فشيئا .. على عكس ما كان يتصور .. ليس اقصى ما يمكن ان يقع هو الموت .. الموت رحيم بنا .. ينتشلنا بهدوء .. و يصعق من يحبوننا دفعة واحدة ... مؤمنين باننا ذهبنا الى اللاعودة .. فيستوعبون الصدمة مع الوقت. للاسف لم يكن يدرك ان اقصى ما يمكن ان يحدث هو ان يفقد القدرة على المشيء مثلا .. تتلعثم الكلمات بفمه و يفقد السيطرة على مسالكه البولية .. او فقدان النظر فجاة و غيرها من المشاكل الصحية .. بحيث تصير المراة التي لطالما اهان اول من يعتمد عليه في كل صغيرة و كبيرة من تصرفاته اليومية ..
تجلس المسكينة ترعاه صباح مساء .. متحملة مزاجه السيء و قسوة طبعه .. تفترش الارض .. تبكي .. تتوسل و تدعو الله ان يعيده اليها سالما معافا في اقرب الاجال ..
اتساءل احيانا ان كان الحب فعلا يفسر مثل هذه الظواهر .. ! هي تحبه و فهمنا .. لكن كيف تصبر على شخص لا اراه يحب حتى نفسه .. !
الحب ان يذوب الشخص في تفاصيل الاخر .. الحب الا تخاف فقدان الاخر بقدر ما تخاف عليه هو من فقدانك .. الحب ان تهتم بك و فقط .. ! ما دمت كذلك .. فسيكون هو بخير ! الحب ان تحب نفسك لانك ترى الاخر فيها .. !
اكفس ما ف المستشفى .. انك ملزم بمعرفة تفاصيل حياة كل مريض من البداية .. ! غادي ننتحر شي نهار .. !