الخميس، مارس 14

استيقظت فجأة لأجدني في 2113 .. !

  




 استيقظت على الساعة الخامسة صباحا .. اطللت من النافذة لأجد كل البيوت مضاءة فالجميع يستيقظ لصلاة الفجر هنا .. صليت لبست ملابسي الرياضية و خرجت ..

  اعشق المشي صباحا ..  قبل ان تبزغ اشعة الشمس .. الهواء نقي و النسيم عليل .. و زغاريد العصافير تؤنس وحدتي .. اخرج للمشي كل صباح و احيانا بعد منتصف الليل .. فالمدينة امنة و الشوارع مضائة .. كما ان اغلب سكانها يعشقون ممارسة الرياضة و ليسوا من هواة النوم .. خصوصا مع طغيان المساحات الخضراء و المناظر الخلابة على اغلب المدينة .
عدت على الساعة السابعة صباحا الى البيت .. اخذت دوشا سريعا و تناولت فطوري .. ثم خرجت مسرعة للمستشفى ..
يجب الا أتأخر .. فالكل يحضر قبل الوقت بنصف ساعة .. و تلزمني نصف ساعة من باب المستشفى للوصول لمصلحة القلب و الشرايين .. نظرا لامتداد المستشفى لما يناهز اربع هكتارات ..
ما دمت قد تأخرت .. فلن اخذ دراجتي النارية .. فالميترو يصل بسرعة نظرا لامتداده تحت المدينة .. تفقدت بهاتفي مكانه .. انه على بعد ثلاث دقائق من بيتي .. خرجت من البيت و اسرعت نحو السجادة المتحركة التي تجعلك تدخل للميترو دون ان يتوقف ..
خمس دقائق بالضبط و كنت بباب المستشفى .. اسرعت نحو المصلحة و مررت بغرفة الاطباء الخارجيين لأخذ وزرتي و جهاز قياس الضغط من الخزانة المخصصة لي . في طريقي لم انس ان اغلق هاتفي .. فالهاتف ممنوع للحفاظ على راحة المرضى و ضمان الهدوء و السكينة بأرجاء المستشفى .
   تأخرت بخمس دقائق .. شعرت بالخجل فذهبت اعتذر من الاستاذ رئيس المصلحة الذي عادة ما يكون حاضرا قبل الوقت بساعة .. ابتسم و القى علي تحية الصباح ثم قال – لا باس .. فغالبا ما تكونين قبل الوقت لكن اتمنى الا يعاد نفس الخطا .. فالمصلحة تعج بالمرضى .. و كما تعلمين فنصف العلاج نفسي .. لذلك لا بد من الحضور باكرا و التحدث للمريض حتى يحس بالاهتمام و حسن المعاملة. اعتذرت مجددا و انصرفت ..
   لكل مريض بالمستشفى غرفة خاصة تحتوي على حمام خاص و مكتبة و جهاز كمبيوتر و تلفاز .. و شرفة تطل على حديقة تمتد على طول المساحة التي يشغلها المستشفى .. و بالمقابل لكل طبيب خارجي مريض يهتم به ..
كل من بالمستشفى لا يهتم الا لاثنين .. صحة المريض اولا و تكوين الاطباء و الممرضين المستقبلين ثانيا ..
   انجزت كل التقارير التي تهم المريض الذي تحت رعايتي .. ثم ذهبت الى الغرفة الثانية حيت يرقد مريض يهتم به طالب من السويد اتى لدراسة الطب بالمغرب باعتباره من بين اهم البلدان الافريقية التي تتوفر على تكوين هائل في مختلف الميادين .. و على اكبر المستشفيات على الصعيد العالمي .. و هو رغم دراسته للغة العربية – باعتبارها اللغة الاولى عالميا .. و التي توثق بها كل المستجدات و الابحاث العلمية في مختلف المجالات – الا انه لا زال يجد مشاكلا في بعض الكلمات.. و هو بالضبط السبب الذي جعله يذهب لجامعة هارفد مباشرة بعد حصوله على شهادة الباكالوريا لكونها الجامعة الوحيدة التي لا زالت تدرس باللغة الانجليزية .. لكن التكوين الهزيل و الذي لا يرقى لمستوى الجامعة المغربية جعله يقرر المجيء للمغرب. لذلك ذهبت لأساعده في ترجمة بعض المصطلحات .. – فالطالب المغربي يتقن اغلب لغات العالم انطلاقا من السنة الثانية اعدادي - ..
   
  الساعة تشير الى الثانية زوالا .. خرجت من المستشفى و قررت ان استقل الطرام الذي يمر من فوق المدينة .. بحثت عن موقعه في هاتفي .. انه على بعد خمس دقائق من المستشفى .. اخذت المصعد الذي يحملك الى داخل الطرام مباشرة دون ان يتوقف. ما اجمل المدينة من فوق .. البنايات لا تتجاوز ثلاث طبقات على اكثر تقدير .. و الالوان المتناسقة تجلب لقلبك انسا و فرحا و تفاؤلا عجيبا ..
كل شيء فيها ينذر بالحياة .. بشاشة اهلها و حركاتهم المتواصلة .. لا وجود للخمول و الكسل و العجز .. كل الجلسات و التجمعات عبارة عن صالونات فكرية ثقافية .. لا نعرف النفاق و الكذب و الخيانة الا من خلال كتب التاريخ القديمة التي تتحدث عن اناس – او اشباه اناس – مروا من هنا .. عاشوا في زمن لا شيء فيه ينذر بالحياة ..
   اخذت كتابا من المكتبة الكبيرة التي تمتد على طول الطرام و بدأت في قراءته .. وصلت البيت بعد نصف ساعة .. وجدت امي في استقبالي .. اخبرتني انها لم تهيء وجبة الغذاء لأنها ذهبت لدار الايتام قضت ساعات الصباح مع الارواح البريئة هناك – هذا اكثر ما احبه في امي .. علمتني العمل الجمعوي عملا ليس قولا فقط و كبرت و انا اراها تمارسه - ..
   انتظرنا مجيء ابي و ذهبنا لتناول وجبة الغذاء خارج البيت .. فكل الخضر و الفواكه في بلدي بيو .. و الانتاج الزراعي يحقق فائضا سنويا يتم التبرع به لروسيا و امريكا .. و كل الشعب يعي تمام الوعي و يدرك تمام الادراك الطريقة السليمة لطهي طعام صحي غني و متكامل .. لذلك فلا ضرر في الاكل خارج البيت ..
استغللت تواجدي مع ابي لأخبره عن ذهابي لفلسطين .. فرغم انني كنت هناك في الصيف الماضي الا انني اشتاق للعودة مجددا  و اشتاق اكثر لصلاة في المسجد الاقصى .. استطعت اقناعه اخيرا ان يرافقني هو و امي .. ربع ساعة بعد حديثنا كنت قد انهيت الاجراءات الادارية عن طريق حاسوبي .. ثلاث تذاكر لفلسطين ذهابا و ايابا ..
   عدنا للبيت .. حملت حقيبتي و ذهبت للكلية بدراجتي النارية .. وضعت الخوذة الواقية رغم اني اكرهها لكن حجم المسؤولية الملقاة على عاتقي تجبرني على ذلك .. فالشرطة في بلدي لا هم لها غير خدمة المواطن .. لن يتم توقيفي اذن لأنني لا اضع الخوذة لكن سلامتي و سلامة المواطنين مسؤولية يحافظ عليها الجميع هنا ..
وصلت الكلية .. فتحت الغرفة المخصصة لي اشعلت الحاسوب و موسيقى هادئة و بدأت بالدراسة .. دروس السنة مسجلة بشرح مفصل من طرف الاستاذ صوت و صورة .. 10 مواد توزعها حسب اختيارك بين الدورتين .. و ان استعصى عليك فهم جزء من الدرس لك ان تطلب الشرح من الاستاذ بمكتبه او تراسله عبر الايمايل ..
   و انا منهمكة في الدراسة .. اتصل بي عميد الكلية يخبرني عن قافلة مساعدات طبية و غذائية لليابان .. بسبب الاعصار الاخير الذي ضرب المنطقة مخلفا خسائر مادية و بشرية جسيمة .. رحبت بالفكرة و اكدت مشاركتي .. ما دامت الدولة هذه السنة لم تجد لمن تعطي زكاة المسلمين لهذا العام .. فالإمكانيات المادية متوفرة و الاجراءات الادارية بسيطة لا تتطلب اكثر من بطاقة هوية تثبت اصلك و عنوانك ..
انهيت دراستي و ذهبت مباشرة للمستشفى .. فاليوم لدي حراسة ..
تناولت وجبة العشاء المقدمة لي من طرف المستشفى .. اعشق كل ما يقدمه طاقم الخدمات هنا .. اطعمة لذيذة و صحية مراعاة لحالة المرضى ..
مرت الحراسة في هدوء و سكينة .. فمعدل حوادث السير و الاجرام في بلدي شبه منعدم .. بضع حالات ولادة مفاجئة و ارتفاع درجة حرارة الاطفال الرضع هو كل تم استقباله ..
   
  اتصلت بي امي .. اخبرتني ان الشكوى التي قدمت قبل ايام لوزير الصحة و التي كنت قد اخبره فيها انني لم اتوصل بمنحة الطبيب الخارجي قد تم الاجابة عنها .. و ان الوزير يعتدر عن هذا الخطأ الغير منتبه له كما اخبرني انني سأتلقى ضعف المبلغ اي 10000 درهم بدل 5000 درهم كتعويض عن الانتظار ..
   جميل جدا .. سأتمكن اخيرا من اقتناء الحاسوب الغير مرئي الذي يعرض في الاسواق منذ مدة .. و الذي صنعه الشاب م.م طالب بالسنة الثانية باكالوريا بواد زم .. و الذي عرف منذ صغره باهتمامه بتكنولوجيا المعلوميات خصوصا بعد مجموع الاختراعات التي نبعت من مدينته .. – اكبر مدينة تكنولوجية عالمية -  ..
عدت للبيت في اليوم الموالي .. تظهر علي اثار الارهاق و التعب بعد ليلة بالمستشفى ..
نمت نوما عميييقا .. استيقظت بعده لاجد حاسوبي اليتيم بجانبي ..شغلته و فتحت بروفايلي على الفايسبوك لاجد ان اخر ما كتبت كما يلي
كل ما احلم به .. عالم يبتسم لي فيه الجميع .. او على الاقل عالم تقابل فيه ابتسامتي 
بمثلها بدل ان تبقى يتيمة تلوح في الافق ..

احيانا .. نحلم كثييييرا .. و نختزل حلمنا في عبارة تحمل في طياتها العديد من المعاني .. لا يفهمها الا من يجيد قراءة ما بين الاسطر ..

هذا جزء صغيييير من العالم الذي احلم ان اعيش فيه ..
قد اكشف عن الاجزاء الاخرى لاحقا ..

محبتي .. 


ف.م --

الأربعاء، مارس 6

يا قنواتنا الوطنية .. : التشاؤم .. معدٍ .. !

الحزن و السلبية و التشاؤم معدٍ .. معدٍ جدااا!



" قصة الناس .. اخطر المجرمين .. الخيط الابيض .. مختفون .. بدون حرج .. مسرح الجريمة .. المحققون .. " ..

الموضة الجديدة .. و مع المغاربة تبارك الله خاصهوم غي ما يعاودو، تكاد لا تجد مجلسا يخلوا من مناقشة ما جاء في هذه البرامج .. و إن قدر الله و تواجدت في مجلس مماثل .. تضيق نفسك و تغادر غير ذلك الانسان الذي أتى .


لست أدري ما دور تلك البرامج غير نشر عدوى السلبية و الخوف و الترقب .. ' عنداك راه هاداك ها آش داروا له الشفارة، و هاداك ها آش دارت له عائلتو، لا باقي تيق ف حد .. و هاذيك آش دار لها راجلها .. ' 

المجتمع بئيس أصلا .. فزادوه بؤسا ..


ارحموا أنفسكم قليلا .. أغلقوا قنواتنا الوطنية و ارموها في قنوات الصرف الصحي .. إلى مزبلة التاريخ .. و لكم الأجر !

-- ف.م



الحب .. بعيون مغرورة .. !




عدد لها مجموع ما يكره من صفات و تصرفات البنات .. سعت جاهدة لتجنبها، و اصطنعت فتاة غير تلك التي تسكنها .. ثم جاء يلومها، يدعي أن شخصيتها تفتقر للأنوثة 
..

عبيطة هي .. تصطنع ما ليست عليه لتنال إعجاب رجل !
و مغرور هو .. يبحث عن آلة تتصرف وفق رغبته .. لا يدري أن الحب .. عفوية .. !

--  ف.م