الاثنين، يناير 28

أنا .. و بائع البالونات .. !





أتوا إليه، لا يلبسون لباسا رسميا، و لا يضعون أية إشارة تبرز هويتهم ..قاموا بأخذ كل ما يملك من بالونات بعد أن أشبعوه سبا و
 شتما .. زميله على بعد أمتار منه، مضى بخطوات ثابتة مبتعدا، قبل أن يبدأ في الركض، و ملامح وجهه مضطربة خائفة يحاول الفرار
برزق يومه، إلى أن اختفى عن الأنظار .
بدأ ضبطا الشرطة في العبث بتلك البالونات و تقطيعها بأظافر تظهر للأطفال المحيطين بهم كمخالب وحوش .. فرت بالونة من قبضته فأسرع إليها طفل صغير و بدأ باللعب بها في سرور .. 
' أ عطيهم لدراري الصغار، عطيهم لدراري الصغار ' .. صرخ عسكريان يرافقان الضابطان في بذلة رسمية. نظر إليه نظرة تخبره بالصمت، و كأنه يقول له : ' دخل سوق راسك، لا ؟ ' .. 
ذهبوا بخطى مسرعة .. تحت أنظار ارواح بريئة تنتظر أن تفر بالونة من أيدي هؤلاء البشر جلودا .. 
عاد البائع الذي فر هاربا، و رأسه يدور يمنة و يسرة خائف من أن يظهر من كسروا قلب صديقه مجددا .. 
جلست أنا .. أنظر للمشهد في صمت .. 
لساني صامت .. و عقلي .. لا يكف عن الكلام !

-- ف.م

الجمعة، يناير 18

ما الوطن .. ؟!

الوطن ليس قطعة أرض و مساحة خضراء ..
الوطن ليس محيطا ازرق و شاطئا ذهبيا ..
الوطن ليس حاكما متجبرا و شعبا مستضعفا ..
الوطن ليس سهولا منبسطة و جبال شامخات ..
الوطن ليس بياض ثلج و عذوبة مياه ..
الوطن ليس شمسا ساطعة و قمرا مضيئا ..
الوطن ليس اقتصادا زاهرا و سياحة مدرة ..
الوطن ليس كأس كرة قدم و ميدالية ذهبية ..

بل الوطن يا سادتي .. حروف من نور خطت بدماء الرجال المناضلين ..
الوطن قلب يخفق في جوف كل مواطن وطني أصيل ..
الوطن حب يسري في عروق الاحرار الشرفاء ..
الوطن معشوق كل الأنفس النزيهة الأبية .. 
الوطن كرامة و رفعة و عزة نفس ..
الوطن شهامة و رجولة و رفعة شأن .. 
الوطن فخر يحمل صاحبه على كرسي الشرف و الرفعة و الاعتزاز ..
الوطن ثقة، تجعل كل شخص متأكد من انه الافضل في العالم بمجرد انتمائه له ..
الوطن جرح ينزف دموع المستضعفين .. ينخر عظام المستعبدين .. 
الوطن روح تسكنك .. هواء تستنشقه .. نور يضيء حياتك ..
حيثما بلغ اهتمامك .. و حيثما وصل همك .. فذاك وطنك ..

لذلك، فبعض الاشخاص، لا يتعدى وطنهم حدود غرفهم ..
و آخرون، يتخذون من العالم وطنا ..
و بعض الأرواح .. وطن بحد ذاته ..

-- ف.م 

الخميس، يناير 3

لحظات ضعف .. !

أحيانا، تدرك تمام الإدراك ما تريد .. و تعرف تمام المعرفة كيف تصل إليه .. 
يظهر لك المشكل الذي يواجهك واضحا كالشمس، و يأتي الحل فوق رأسك كغمام يحميك بظله ..
تعي جيدا أن التشخيص قد تم بنجاح .. ينقص فقط خطوة نحو العلاج ..
الكل حولك يشجعك، حتى عقلك يحثك على المضي ..
لكنك تقف عاجزا .. ساكنا، منعدم الإحساس، غير قابل للتأثر .. 
ملامح وجهك المضطربة توهم أنك تواجه مشكلا كبيرا لا تعرف حله ..
و الحقيقة عكس ذلك .. 
طبيعي جدا ألا تجد من يفهمك .. فأنت أصلا لا تفهم نفسك ..

حينها فقط، يكون الصمت و الاختلاء لوقت وجيز سيد الموقف .. 
ساعات ترتاح فيهن، تهدأ و تسترخي و تتخلص من كل ما يشغل بالك ..
تتحرر من كل شيء لتعود أكثر قوة و إصرارا .. 
كأنه هدوء قبل عاصفة .. إستراحة محارب ..

مهما كنت قويا .. قد ينتابك نفس الشعور .. 
فلكل جواد كبوة، و الطيور على أشكالها تقع .. 
لكنها لا تطيل البقاء أرضا، فتنهض أكثر قوة و عزيمة و إصرارا .. فتحلق بعيدا بطاقة و حيوية متجددة ..

لذلك، فالمهم ألا تطيل الاستراحة .. فتنهض أكثر قوة .. ! 
لأن وطنك ينتظر منك الكثير .. !

تصبحون على حيوية و نشاط .. تفاؤل و عمل .. :)

-- ف.م