الأربعاء، نوفمبر 27

موت الرجل الوحيد على الارض - نوال السعداوي





قدر الألم الذي ينبعث من وصف الواقع المر في أنفسنا عميق حد التعب ..
حجم الدموع التي تذرف عند ملامسة حيثيات حقيقة مؤلمة يكفي ليسقي ظمأ أرض قاحلة منعتها السماء أكلها ..
حجم الظلم الذي يملأ هذا العالم سوادا .. ييتم  اأطفالا .. يرمل نساء .. يحز في قلوب أباء و أمهات .. يملؤ قلوب الصامتين الملاحظين في صمت حقدا و ياسا و حزنا .. يكفي لتمتنع الشمس عن ارسال شعاعها المنير ليضيء قلب عالم قاتم ..
ما اكثر المكبوتين المعقدين الراكعين أمام أسيادهم .. الذين يفرغون ضعفهم و هوانهم في القلوب المستضعفة التي تعلق أحلام و أمال قطعة خبز و ماء ساخن بهم .. فيتألهون و يوهمون الضعيف فالأضعف أن روحه تستدير بين أصابعهم و أنهم كأصحاب سلطة يتوسطون بينه و بين ربه ..
حجم السجناء بحجم التهم الملفقة لهم .. بسبب نزوة سيد مقدس يخنق أنفاس البعض لاشباع غرائزه و مصالحه .. 
قدر الألم و البؤس و الضغينة الذي يخلفه معاينة ظواهر كتلك عن كثب .. و التي تغلف كلها باسم ارادة و غضب الله و الدين .. دون القدرة على النطق بشق كلمة .. يتعب القلب و التفكير .. فيكون الانتقام سيد المواقف .. !
حجم الأسف الذي تخلفه رواية لنوال السعداوي .. بحجم التعطش لقراءة عمل اخر من أعمالها .. !

-- ف.م


الأحد، نوفمبر 3

جولة بسوق الخميس بمراكش .. !





اتجول بسوق الخميس بمراكش لاول مرة .. فضولي يدفعني لاكتشاف العالم هناك .. اظهر ككائن غريب تكاد تخطفه نظرات الباعة و المشترين .. القي نظرة خاطفة على المكان فتظهر لي امراة هنا .. اخرى هناك .. و تالثة .. فاطمئن نسبيا .. اتوغل في السوق .. هواتف نقالة هنا و هناك .. بارابول .. حاسوب .. تلفاز .. تيليكومانض .. شارجور .. مجموعة سيديها مطروحة ارضا لا اظنها تصلح للبيع اصلا .. لكنها معروضة .. اعمدة خشبية قديمة قدم الدهر .. بائع صيكوك .. شواية الحوت .. سلطة فواكه .. ثم تسمع ' 60 ريال .. 60 ريال .. ' .. اقترب قليلا .. قاميجة .. تريكو .. فوطة .. شطابة .. شورط .. سروال .. و كل ما يخطر على بالك و كل ما لا يخطر مطروح ارضا شي فوق شي .. ب 60 ريال .. غير بعيد .. موس .. معيلقة .. ستيلو .. كاس .. طبسيل .. بدرهم .. بائع كتب وحييد يعرض كتبا مكسوة بطبقات من التراب .. كما هو حال كل البضائع هناك .. الغريب ان وسط كل هاته الفوضى .. النصارى دايرين شرع يديهم و كيقلبو و مزاحمين .. حتى ان بعضهم يعرض بضائعا للبيع .. ! و انا منبهرة و عاجزة عن الكلام من هول الصدمة و غرابة العالم هناك .. ينبهني صديق لي : فاطمة الزهراء .. شوفي شوفي للارض ... استدير يمينا متبعة اشارة يده .. فتقع عيني على الاسماء التالية : برازول .. فليديكس .. سباسفون .. ماكسيكلاف .. دوليبران ... اكلاف .. ! افتح عيني جيدا .. و افتح فمي محاولة استيعاب ما ارى .. استدير نحو صديقي فاجده مبتسما يقول لي : الدواء ! .. شي خارج من كارطونتو .. شي ما عندوش .. اتجرا على رؤية التواريخ .. 2012 .. 2011 .. رميت عيني شوية لقدام لارى بائعا ثانيا .. و ثالتا .. كلشي كان ممكن يستوعبو لي عقلي الا الدوا ف البال ف الريكلام ... 
تشهيت دبا غي نعرف داك الدوا الى تباع فاش كيتستعمل .. الى كان ف الانتحار مع سبق الاصرار و الترصد ف الامر مفهوم نسبيا .. اما دون ذلك فيعجز عقلي البسيط و قلبي الصغير عن التحمل .. -_- !
مهزلة .. !
هنا مراكش .. العاصمة السياحية .. !