الأربعاء، يناير 22

لم اعد صديقة مُشرِّفة .. !





مؤسف جدا ان يحبك الناس لانك على دين .. توجه .. شكل معين .. ! محزن حقا ان يصادقك البعض فقط لانه يرى فيك ذاك الانسان الذي يطمح ان يكونه يوما .. او ربما لان صداقتك تمنحه شرف معين داخل محيطه الاجتماعي .. ! مخز ان يكون الحب .. اسمى و اعمق و ارقى ما في الوجود .. مشروطا !

كانت و لا تظل فتاة لا تعرف اخفاء شيء .. ما في قلبها على لسانها مباشرة رغم انها عوتبت على الامر مرارا و تكرارا .. الا ان حب القلم الصادق و كره التملق في الكلام و النفاق الاجتماعي بغية الظهور باجمل صورة يمكن ان تنال اعجاب الجميع على حساب راحتها هي .. جعلها تواصل في البوح عما يخالجها بكل جراة ممكنة و تدافع عن افكارها بصرامة .
مرحلة المراهقة و التي قضاها اغلب من في سنها في قصص حب و غرام عابرة .. اتباع الموضة او غير ذلك .. قضتها هي في اكتشاف العالم من خلال فسحة ضيقة اتيحت لها حينها. و لم تكن تعرف غيرها في غياب موجه و مرشد يقيم الموازين و يفتح امامها كل الافاق ..تغلغلت في تلك الوجهة بعمق .. و كان الظاهر يؤكد دائما الباطن و يقومه ..
دام الامر سنوات قبل ان تكتشف انها عاشت حياتها مخدوعة متقوقعة في ركن معين نسخة طبق الاصل لكل تلك الطبعات التي تصدرها قنوات دينية بخطاب بئيس لكنه للاسف عرف طريقه الى قلب مراهقة فتحت عينيها عليه .. ناهيك عن الكتب التي كانت تقرا و التي لا تختلف كثيرا عما تروج اليه الشاشة الصغيرة و جهاز الحاسوب الخاص بها.
التمرد هنا .. اصبح فرض عين .. تمليه القوانين السماوية. فكل من دخل في قلبه شك لا تقبل منه عبادة .. كما ان الدين لم يكن يوما بالوراثة و اي قاعدة تقول بذلك وجب خرقها .. و اي كائن حر حي وجب عليه البحث عن حقيقته التي توافق عقله و قلبه هو .. و ينسبها اليه .. لان الاطلاق في امور كهاته انتحار بطيء لعقول بني البشر ..
تمردت .. و غاصت في رحلتها بحثا عنها .. فكل من يبدا رحلة فكرية وجودية معينة .. هو في الواقع يبحث عن نفسه .. و اينما وجدها فتلك حقيقته ..


لم يهمها يوما ما يؤمن به اصدقائها .. و لا ما يفعلونه. حتى و هي تحلل و تحرم و تنهى كانت تحترم حرية كل شخص .. كل ما كان يزعجها هو ان يتفق معها محاورها في كل النظريات ثم يمتنع عن التطبيق .. يزعجها نعم لانها تكره النفاق .. لكن تضطر لاحترام حريته لان ما يجمعها به اعمق من مجرد افكار و توجهات معينة في الحياة .. 
حينها كان اغلب اصدقائها ممن يتفقون مع الفكرة لا مع التطبيق .. يحترمونها جدا لانها تعيش حالة توافق نفسي  و تعمل وفق ما تؤمن به  .. كانت حينها انسانة قادرة على ضبط نفسها و هو امر استعصى عليهم .. و البعض الاخر اعتبرها سبب هدايته فاصبحت جزءا هاما من حياته يعود اليها كلما التبس عليه امر او حتى واجه مشكلة ما ..  كانت حينها صديقة مشرفة ..

و بما انها لا تخفي شيئا .. ما ان اصبحت تفكر خارج الوعاء .. ما ان اصبحت تناقش كل شيء و لا تعترف بالطابوهات .. ما ان امنت ان الحقيقة نسبية و على كل شخص المضي بحثا عن حقيقته .. حتى انتفض ضدها كل هؤلاء ..
هي تهوي .. هي تنحرف .. هي تنجرف.. هي تسقط ..هي مريضة نفسيا .. هي مختلة عقليا .. هي تصاحب اناسا غادي يخرجو عليها .. هي تحب شخصا و يعميها الحب عن الحق .. هي .. و هي .. و هي ..
اولائك الذين قضوا جل حياتهم في عبث مطلق ثم ' اهتدوا ' .. اولائك الذين كانوا يرونها مثلا اعلى وجب الاقتداء به .. تاسفوا بحرقة و الم و شعروا نحوها بالشفقة .. لكن المؤسف انها ان اصرت على شيء لا يهنؤ لها بال حتى تتمه .. انسحبوا من حياتها بهدوء تام ..
اما البعض الاخر .. ممن يعيشون نفاقهم باريحية .. نفاق انفسهم طبعا .. فلم تسلم من كلامهم و لن تسلم .. ففي مجتمع سكيزوفريني كهذا .. المهم ان تكون مؤمنا و مدركا للحق المطلق الذي لا حقيقة وراءه .. ثم اصنع ما شئت .. ذاك شانك .. هو ذاك الاستثناء المغربي .. حتى الدين شكلوا له استثناء خاصا ! الشهادة و الصوم .. و كل ما عداه خذه او اطرحه ذاك امر يهمك .. المهم الا تفكر .. اياك ان تفكر ... اياك ان تشك .. اياك ان تبحث .. اتبع ما يتبعه الجميع .

هي تفكر .. هي تبحث .. هي تتمرد .. هي .. او بالاحرى انا ..  لم اعد صديقة مشرفة .. 

اعفي هنا كل من يعرفني منذ زمن قد مضى من صداقتي .. اعفي حتى غطاء راسي من قدسيته الدينية .. اعفي كل من تربطه علاقة قريبة او بعيدة بي منذ زمن من معرفتي ..
مع من شفتك مع من شبهتك .. و انا الان - حسب مقاييسكم - اشوه سمعتكم .. و اجعلكم تتحملون كلاما و افتراءات بمجرد انكم يوما كنتم اصدقاء لي ..
اما اولائك الاصدقاء الذين لم تجمعني بهم الظروف منذ مدة طويلة .. الذين يبحثون عن اخباري باي ثمن .. يسالون عني و عن اذا ما كنت امر من ازمة نفسية خانقة او ربما ازمة حب او انني اصاحب ' فاسقين ' .. او بالاحرى قرات جوج كتوبا ف الفلسفة و دايرة راصها كتفهم .. تفضلوا .. غير ماسوف عليكم .. انسحبوا من غير مطرود .. انا لا اؤمن بالحب المشروط .. ناهيك على انني ابحث عن نفسي .. جريمة تلك في الحقيقة :)

استثني من هذه التدوينة من عرفني مؤخرا .. بما انا عليه .. و استثني بشكل خاص صديق قديم جديد دائم عزيز .. ذاك الذي لا يعترف الا بالانسانة داخلي .. و لا يهمه اي شيء بعد ذلك .. خالد التاقي !
من قرا كل هذا و احب الانضمام الى خالد .. فما عليه الا ان يشير الى ذلك .. كما يفعل خالد معي مرارا و تكرارا ..

من قرر الانسحاب .. فليسحبني من لائحة اصدقائه على الفايسبوك مشكورا ..
و منذ اليوم .. انا لا احدث الا من حدثني . حتى لا اسبب احراجا لاحد ..

اوووووف ! الوضوح جميل حد السعادة :) !

تهلاو !

-- فاطمة الزهراء متمسك

الأربعاء، يناير 8

الوطن كذبتنا الكبرى .. !



الوطن الذي يحتاج لنا .. يحتاجنا بقوانا الفكرية و الابداعية .. بجمال ارواحنا و حبنا اللامشروط اتجاهه .. باهدافنا النبيلة و احلامنا الكبرى لتغييره ..
الاهم من كل هذا .. ان الوطن الذي يحتاجنا .. يحتاج الينا كاطر فاعلة مؤثرة .. تغير من موقعها و من خلال كلمتها المسموعة ..
نحن في الطريق لتكوين انفسنا .. لتحقيق نجاحات تخول لنا ذلك .. يضع الوطن امامنا مئات العراقيل و الحواجز .. و التي يصعب تجاوزها ..
نجد انفسنا امام خيارين .. احلاهما مر .. اما ان نواصل بعزم و قوة .. و نتحمل كل الصعوبات .. لتكون بذلك النتيجة تعب و ضياع الكثير من الانسانية و الاحلام النبيلة و الصحة النفسية منها و الجسدية و الروح الطيبة على حافة الطريق .. فيكون النجاح في الاخير شخصيا و هدفا في حد ذاته .. ثم وسيلة نستعملها لتعويض ما فات من عمرنا الضائع ..
او ان نتمسك جيدااااا بكل ما هو جميل فينا .. منقذين بذلك الانسان الحر المتشبت بكرامته و عزة نفسه داخلنا .. فنامن بان وطننا هو العالم باكمله .. و نغادر هذه البقعة الى اللاعودة !

-- ف.م

تعب .. و حزن .. و وحدة !





في فرحك .. سيشاركك الجميع ابتسامتك .. سعادتك .. سرورك .. سيجتمعون حولك .. حتى اعدائك ستجدهم اول من يبتسم لك و يحضنك و كانك من اقرب الناس اليهم ..
في حزنك .. ستجلس وحيدا تواجه تعاستك .. حتى القلة الملتفين حولك .. اغلبهم سياتاسف على حالك .. يستشعرون شيئا من الشفقة عليك .. ما تبقى سيحاول ان يجعلك تخرج من حالتك بان يحسسك بقوتك بطريقة او باخرى .. سواء بان العالم حولك جميل و انت المخطئ .. و بذلك عليك ان تراجع تصرفاتك و تفاعلك معه .. على اساس ان كل ما تعيشه من صنعك .. او بان يقنعك ان ما مضى لا يستحق تاسفا عليه .. و عليه فعليك الاهتمام اكثر بما سياتي ..
اما دموعك فلن يستشعرها احد .. من راها قد يجففها من مصبها .. لكن المنبع سيبقى جياشا .. و من لم يرها فلن يشعر بها يوما .. !
في العمق ..حالة الاحباط و التعاسة .. اكثر حالة تتعرف فيها على نفسك .. انت و هي و الحزن تالثكما .. تشعر بعمق وحدتك و بتفاهة العالم ..
ان تكون قويا حينها .. امر واجب و مؤكد .. لكن الاهم .. الا تهتم للامبالاة الاخرين .. ان تحبهم رغم كل شيء .. ان تكون هناك كلما حزنوا او ضعفوا او احبطوا .. ان تواسيهم لا ان تواسي حالتهم .. ! ان تتفهم مشكلهم قبل ان تحكم على موقفهم مذنبين او ضحايا .. ان تضع نفسك في محلهم و تعيش المشكل بتفاصيله .. انصت .. ثم انصت .. و دعهم يعبرون عن كل الطاقة السلبية التي تجتاحهم اولا .. افعل ذلك كلما اتيحت لك الفرصة .. و كلما احتاجوا اليك .. ! و يوم تتعب من كم اللاهتمام الذي يقابلونك به .. ارحل دون سبق انذار .. ستنسى كانك لم تكن .. سيتذكرونك فقط في لحظاتهم الصعبة .. لا باس .. المهم ان وجودك كان نافعا ... و الغائب حجته معه .. و التي سيجهلونها للابد !

-- ف.م