على حافة الطريق الرابط بين وطن يسكننا ووطن يجمعنا.. تضيع آمالنا وأحلامنا تباعا..!
يتساءل غسان كنافي: “أتدرين ما الوطن يا صفية.. الوطن ألا يحدث كل ذلك” ..
الوطن ألا تصير رموزه أكثر قدسية من مواطنيه.. فيسجن شاب لمجرد تعبيره عن ما يجول بخواطرنا جميعا تجاه وطن يعتبرنا رعاعا لا مواطنين.
الوطن ألا ينزل شباب للشارع من خيرة ما أنجبت نساء الوطن.. ليصرخ بحقوق طبقة مجتمعية تعرض بضائعها على “فراش” وتشير إلى العسكري المتجرد من أي حس إنساني لتريه الطريق الذي سلكه أولئك الهاربين من بطشه.. نفسهم المدافعين عنها..
الوطن ألا يستغل السياسيون الدين للترويج لحملاتهم الإنتخابية وكسب تعاطف شعب يرى في كل مستند لمرجعية الله ورسوله صمام أمان ومصدر ثقة.. في الوقت الذي يدرك تماما أنه لا يتعدى كونه كركوزا بيد من يملكون القرار الحقيقي بهذا البلد.. ليبدأ في التخلي عن وعوده الواحد تلو الآخر بثقة في النفس لا متناهية الكبر وجبهة لا متناهية القسوحية..
الوطن ألا تتم خوصصة قطاعاته الأكثر حساسية في الوقت الذي لا تتغير فيه مراتب طبقته الوسطى والفقيرة.. في دعوة صريحة للتضحية بحياة وأحلام مرضى وتلاميذ أولاد الشعب.. تحت شعار “كن ولد سيدي ومولاي أو مت وأنت تحاول ذلك”..
الوطن ألا تنهار أحلام شباب في طور البناء.. لتخلف لنا جيلا من المنهزمين و الإنتهازيين والوصوليين في الوقت الذي كان من المفترض أن يكونوا طاقة المجتمع وعماده..
الوطن ألا تتجند وسائل الإعلام البديلة لإنصاف فئات قدمت كثيرا من التضحيات والمساعدات للشعب كعربون اعتراف وشكر وتقدير.. فتتجند بدورها أقلام طبقة من المثقفين والمتملقين والفاشلين مجتمعيا للضرب في مصداقية الإعلام واتهامه بالإنتهازية والركوب على الأحداث واستغلال أولاد الشعب.. بغية تصفية حسابات شخصية أو اكتساب صوت مسموع داخل رقعة الضجيج التي تخلفها مواقف التواصل الاجتماعي.. و الشهرة المجانية.
الوطن ألا يسألني أحدهم وأنا أعبر عما يخالجني تجاهه: أيهما أولى يا فاطمة: الوطن أم الكرامة؟ مجرد التفكير يا صديقي في ضرورة الإختيار بينهما أمر يبعث على الحيرة والحسرة والألم. وطني هو الذي تحفظ فيه كرامتي. الكرامة أولا صديقي، وأنا وأنت.. لا وطن لنا!
رابط المقال على موقع أغراس: http://urlz.fr/20dW
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق