احقا .. انا بكامل وعيي و قواي العقلية .. اخط تلك المشاعر المتلخبطة و المؤلمة حد التعب على مدونتي ام اوهم نفسي .. ام اعيش حلما او بالاحرى كابوسا زارني ليلا وابى الا ان يفسد حياتي برهة .. كل ما افكر فيه الان .. كيف افلت من قبضته .. خوفا من ان استيقظ
بعد فوات الاوان ..
احقا يموت المناضلون على يد من يقاتلون لاجلهم .. ?! .. صدق جيفارا. فالموت انواع .. غير ان الموت بمعناه اللغوي تجرد نهائي من الحياة .. مخلفا حزنا لا متناهي الحدود للحظة .. ثم متناقص الشدة في الزمن. اما الانواع الاخرى .. فتجعل الانسان يموت عشرات المرات و يستشعر كل موتة على حدة .. مخلفا نفس الشعور في محيطه و اكثر ..
اتساءل حقا .. و لا ادري هل سيكون قارئي بنفس حيرتي .. شاب في مقتبل العمر .. ما لبث ان غادر تعليمه الثانوي و فرح بشهادته .. يحط رحاله باول سنة و يخطط لمستقبل زاهر ينتظره .. شانه كشان كل طالب مهندس يحمل هم وطنه .. و يامل المساهمة في تطوره على مختلف المستويات .. شاب حيوي نشيط محب و محبوب .. طاقة ايجابية صاعدة كان ليكون لها شان كبير و تاثير في المجتمع .. و سيكون .. جيل سيخدم وطنه ليودع هذا الاخير المسكين سنوات من التهميش و السرقة و النهب و الانحطاط الفكري و الثقافي و التدهور الصحي و التعليمي .. الخ. يحكم عليه بستة اشهر سجنا نافذا لتضيع اول سنة في تعليمه الجامعي .. مع ما قد تخلفه من تاثير نفسي حاد .. و سابقة تخط على سجله العدلي في اول خطوة خطاها متجاوزا سن الرشد باشهر. و ذنبه .. مشاركة في مسيرة مرخصة في يوم عيد عالمي احتفالي .. بدعوى اثارة الشغب و تحت طلب من النقابات المنظمة و التي نفت الامر فيما بعد .. ! كثرة المكياج .. في الوقت الذي يعتبر الذنب الوحيد و الاوحد و الابدي هو الانتماء لحركة شعبية طالبت يوما باسقاط الفساد و الاستبداد.
المخزن يصفي حساباته .. و يختار ضحاياه بعناية .. يختار ضحايا يراهن على انه سيكسبهم للابد .. رغم انني لا استبشر له بذلك. فاذا كان العديد ممن رباهم الحبس خرجوا بوجه اخر و افكار اخرى مغايرة .. و اصبحوا يطبلون لجلاديهم .. فمعاذ الحاقد خير مثال على ان شبابنا يرجى منهم الخير الكثير .. معاذ الذي يعتقل للمرة الثالثة على التوالي بجرائم ملفقة بالكيلو .. بيع تذاكر في السوق السوداء و سكر علني و عنف تجاه عناصر الشرطة .. و لا زال الملف يطبخ على نار هادئة بعد ان قدم الشرطي الذي القى القبض على معاذ شهادة طبية مدة عجزها 30 يوما. و كانه تعرض لحادث خطير كسرت على اثره اغلب مفاصله .. و انا التي عهدت معاذ مسالما طيبا لا يجيد الا المدافعة عن نفسه بعيدا عن اشعال نار النزاع مع اي طرف كيفما كان. ذنب معاذ الوحيد انه ينقل واقعا يعيشه بالطريقة الانسب و التي يجيد. اعتقاله في المرة الثانية بسبب اغنية كلاب الدولة لم يمنعه من الصراخ عاليا مباشرة بعد خروجه من السجن و اصداره البوما جديدا منع حفل تقديمه .. يبدو ان الحاقد مكيترباش على ايادي المخزن .. فيخرج اكثر قوة في كل مرة. الراب عموما يخيف من في السلطة .. و حين يكون من الحاقد خصوصا .. فانه يرعبها بشكل تتهور فيه لاتخاد اي اجراء يوقف ازعاجه لها.
التفت للضفة الاخرى و اتساءل .. ام ايوب .. و ذاك الفيديو الذي كلما اعدته اشعر و كانني اراه للمرة الاولى .. ام ايوب و التي لا تملك ابنا غيره .. كيف يمكن ان تستوعب صدمة كهاته .. كيف و انا ارى والدي في سني الواحدة و العشرين ولا زالو يعتبرونني كطفلتهم المذللة رغم انني لست ابنتهم الوحيدة .. كيف .. !!
المخزن يصفي حساباته نعم .. لكنني اراه يحفر قبره بنفسه .. في نفس اليوم .. يسجن ايوب و حمزة و اصدقائهم .. شباب السادس من ابريل .. باحكام تتراوح بين السنة و 6 اشهر سجنا نافذا .. تؤجل محاكمة الحاقد و يتابع في حالة اعتقال .. و يحصل المغني المخزني بامتياز الحاج البيغ على ملايين لاصدار البومه من وزارة اللاثقافة .. ! الضغط يولد الانفجار عزيزي المخزن .. الضغط يولد الانفجار ..
اخيرا وليس اخرا .. اتساءل قبل ان اختم ما قلته و ما لم اقله .. اين اصحاب رابعة و لا للجيش و التضامن اللامشروط مع السوريين و و مسلمي بورما و مساندة ثورة تونس و الشعارات الفارغة مما يقع. ام ان التضامن لا يكون الا مع من لا تمسنا قضيته بشيء .. ام ان التطبيل لبنكيران و جماعته ياتي في مقدمة اي قضية اخرى .. ام ان الحاقد و ايوب و حمزة لا ينتمون لجماعتكم .. ! خسئتم .. !
ان مرت كل هاته الازمات كان شيئا لم يكن .. فتذكروا جيدا اننا سنردد كثيرا فيما بعد .. : اكلنا يوم اكل الثور الابيض ..
الله يلعن بوها حالة !
سمع .. صوت .. الشعب ..