قدر الألم الذي ينبعث من وصف الواقع المر في أنفسنا عميق حد التعب ..
حجم الدموع التي تذرف عند ملامسة حيثيات حقيقة مؤلمة يكفي ليسقي ظمأ أرض قاحلة منعتها السماء أكلها ..
حجم الظلم الذي يملأ هذا العالم سوادا .. ييتم اأطفالا .. يرمل نساء .. يحز في قلوب أباء و أمهات .. يملؤ قلوب الصامتين الملاحظين في صمت حقدا و ياسا و حزنا .. يكفي لتمتنع الشمس عن ارسال شعاعها المنير ليضيء قلب عالم قاتم ..
ما اكثر المكبوتين المعقدين الراكعين أمام أسيادهم .. الذين يفرغون ضعفهم و هوانهم في القلوب المستضعفة التي تعلق أحلام و أمال قطعة خبز و ماء ساخن بهم .. فيتألهون و يوهمون الضعيف فالأضعف أن روحه تستدير بين أصابعهم و أنهم كأصحاب سلطة يتوسطون بينه و بين ربه ..
حجم السجناء بحجم التهم الملفقة لهم .. بسبب نزوة سيد مقدس يخنق أنفاس البعض لاشباع غرائزه و مصالحه ..
قدر الألم و البؤس و الضغينة الذي يخلفه معاينة ظواهر كتلك عن كثب .. و التي تغلف كلها باسم ارادة و غضب الله و الدين .. دون القدرة على النطق بشق كلمة .. يتعب القلب و التفكير .. فيكون الانتقام سيد المواقف .. !
حجم الأسف الذي تخلفه رواية لنوال السعداوي .. بحجم التعطش لقراءة عمل اخر من أعمالها .. !
-- ف.م